الموضوع الأول

المقدمة

في صفّنا نعيش كأسرة واحدة، كل منّا تحب الأخرى، وذلك ما علمتنا إياه معلمتنا إيمان التي حرصت أن تربينا دوماً على الخصال الحميدة، بقينا كذلك حتى حان موعد انتخابات مجلس الطلبة في الصف، فتخاصمت رفيقتانا رؤى وعالية حينما تساوى عدد الأصوات لكل منهما، فكل واحدة تريد أن تكون رئيسة مجلس طلبة الصف، ومعلمتنا إيمان كانت قد وضعت لنا صندوق رسائل المودة على أحد جدران الفصل، حتى توجّه كل واحدة منّا للأخرى رسالة فيها نصيحة، أو شكر، أو عتاب، أو اعتذار أو أياً كان نوعها إن أرادت، فقررت أنا أن أستخدم هذا الصندوق لإرسال رسالة لكل واحد منهما لعلّها تكون سبباً في حل النزاع.


رسالة عن الإيثار

عزيزتي رؤى أعلم أنك تحلمين بأن تكوني رئيسة لمجلس الطلبة منذ كنّا في الصف الرابع، وهذا طموح جميل، لا سيما أنّك عرفت أن طالبات الصف يحببنك جميعاً واختيارهن لك دليل على ذلك، أمّا عن عالية فصديقتك منذ زمن، وهي التي يجب عليك ألّا تجعلي وساوس الشيطان تبعدك عنها من أجل مسمى (رئيسة مجلس الطلبة)، ربما الحق لك بأن تكوني في هذا المكان لكن لطالما علمتنا معلمتنا إيمان، والرسول الكريم صلى الله عليه وسلّم من قبلها خلق الإيثار، الذي يعني تقديم الخير للآخرين على حساب النفس أحياناً ابتغاء لرضا الله تعالى، وإني أعلم أنّ هذا الخلق يحتاج من الشخص قوة كبيرة لكنني أعلم أنك تمتلكينها، خاصة إن فكرت بأنّ الله سيعوضك خيراً أكبر إذا تحليت بهذا الخلق الكريم، لذا قررت أن أكتب لك وأنصحك بالفوز بمرضاة الله والأجر العظيم مقابل لقب (رئيسة مجلس الطلبة) الزائل مع نهاية العام، وفقك الله ورعاك يا صديقتي الغالية.


رسالة عن التسامح

لطالما حدثتني يا صديقي عن حبّك لأن تكوني رئيسة لمجلس الطلبة، خاصة بعد أن طورتِ من نفسك كثيراً حتى تكوني جديرة بهذا اللقب، وأعلم بأنّ تصرف زميلتنا رؤى حينما خاصمتك بسبب عدم تخليكِ عن الانتخابات قد آلمكِ، لا سيما أننا صديقات منذ زمن، ولكن يا عزيزتي عليك أن تعلمي أنّ التسامح خلق عظيم يميّز الله به المؤمنين الباحثين عن رضاه، فالمتسامح إنسان صبور يحبّه الله ورسوله، وهل هناك أجمل من أن يحبك الله ورسوله؟ فأنا أكتب لك الآن لتعيدي التفكير يا عزيزتي فإما أن تستمري على موقفك ورفضك للصلح مع رؤى، وإما أن تكسبي خيراً كثيراً بالصلح، وهو رضا الله وتوفيقه، والحفاظ على صداقة دامت طويلة يجب ألا تجعلي الشيطان يهدمها، وكم أتمنى أن تكوني من المحسنين المتسامحين فيعوضك الله خيراً كثيراً.


الخاتمة

دخلت معلمتنا إيمان الصف في اليوم التالي، وعلامات السرور والرضا تظهر على وجهها، وأخبرتنا بأنّ رؤى وعالية قد زارتاها في مكتبها منذ الصباح، وكانت كل واحدة منهما تريد أن تتنازل عن لقب رئيسة مجلس الطلبة للأخرى حباً بصديقتها، وطلباً لرضا الله، فشكرتهما المعلمة على حسن خلقهما، وأعلنت أن منصب رئيسة مجلس الطلبة سيكون مشتركاً بينهما هذه السنة؛ لتسامحهما وإيثارهما، ففرحنا جميعاً وتعانقنا، وامتلأ الفصل بالتصفيق والفرح.


الموضوع الثاني

المقدمة

تحية طيبة تفيض منها معاني الأخوة بالله الجميلة، وبعد..

دعت الديانات وأولها دين الإسلام الحنيف إلى جملة من الأخلاق الحسنة التي علينا كأفراد أن نتحلى بها، حتى ينعم مجتمعنا بالتكافل، والترابط، والإخاء، وإن رجعنا للوراء لوجدنا أنّ معظم هذه الأخلاق الحسنة كانت موجودة ومذكورة تحت مسمى المروءة أو حسن الخلق منذ أيام ما قبل الإسلام، ومن هذه الأخلاق التي أنا بصدد الكتابة عنها خلقيّ التسامح والإيثار، والذين هما خلقان عظيمان لا يتحلى بهما إلا صاحب الإيمان الشديد لما يحتاجان إليه من صبر وسعة صدر.


معنى التسامح والإيثار

إنّ التسامح والإيثار معنيان واسعان يشملان العديد من الأمور، ويأخذان الكثير من الصور، لكنّ أبسط ما يمكنني تعريف التسامح به هو الصفح عمّن أخطأ في حقك، دونما حقد عليه أو انتقام منه، والتسامح خلق سام لا يقدر عليه كل البشر، فهو يحتاج من القوة والصبر أكثر مما يحتاج إليه الانتقام، إذن فلتعلم يا قارئ رسالتي هذه أنك الأقوى، والأفضل عند الله تعالى إن أنت قررت العفو عن المخطئ في حقك، بل واعلم أنك نلت بذلك حبّ الله تعالى، وهل هناك ما هو أعظم؟ فقد قال في ذلك الله في كتابه: (الَّذِينَ يُنفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ ۗ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ)، هذا ولا ننسى مواقف الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم وتسامحه مع من آذوه من كفّار قريش والتي انعكست دوماً في صفحه عنهم أجمل صفح.


أما الإيثار فيعني تفضيل الغير على النفس، وتقديم ما يحتاجه الشخص للآخرين، وإني أعلم أنّ هذا الخلق صعب على النفس، فكيف أقدّم للآخرين ما أنا بحاجته؟ أقول لك إنّ ذلك ممكناً إذا تأكد لإنسان أن رزقه بيد الله تعالى، وأنه سيرزقه أضعافاً مضاعفة إن هو تقاسمه مع المحتاجين، وهذا ما عرفناه من الصحابة لا سيما الأنصار الذين قاسموا المهاجرين أموالهم وممتلكاتهم عند هجرتهم من مكة إلى المدينة المنورة، ففتحها الله عليهم أشدّ فتح، وللإيثار صور كثيرة منها أن يقاسم الإنسان أمواله مع من يحتاجها من الفقراء والمساكين، أو أن يمنع عن نفسه نوعاً معيناً من الطعام رغم حبه له ويقدمه لوالديه أو زوجته أو أولاده، وغيرها من الصور.


أثر التسامح والإيثار في المجتمع

قد تسألني يا قارئ الرسالة "وترى لماذا يقبل الإنسان على مثل هذه الأخلاق، فيسامح من يضره، ويفضل غيره على نفسه؟" فسأقول لك أن الإنسان يفعل ذلك قاصداً الأجر العظيم من الله تعالى، بالإضافة إلى حب الناس الذي سيكسبه الشخص المتسامح الكريم، ولا ننسى أن هذه الأخلاق هي ما يحقق التلاحم والترابط بين أفراد المجتمع، فلا فقير يحقد على غني، ولا قوي ينتقم من ضعيف.


الخاتمة

في ختام رسالتي هذه أتمنى أن تعمّ مثل هذه الأخلاق مجتمعنا، ليعمّ الخير والسلام، وإن أردنا جميعاً التغيير فلا بدّ لنا من أن نبدأ بأنفسنا.


للمزيد من مواضيع التعبير: تعبير عن الإيثار، تعبير عن التسامح