الموضوع الأول

المقدمة

كنّا نجلس في حديقة جدي مستمتعين بوقتنا تحت شجرة العنب المتدلية قطوفها، والتي كان من بينها قطف كبير جداً لم أر مثله من قبل، وجدي ذلك الرجل الكريم الذي لا يبخل على أحد من ماله وعطائه أخبرنا بأنّه قد ترك هذا القطف أياماً طويلاً إلى حين قدومنا نحن وأعمامي وأبنائهم لنتذوقه معاً، فسررنا وطلبنا منه أن نتناوله بعد طعام الغداء فوافق.


الكرم

وبينما نحن نتناول طعام الغداء طُرق باب الحديقة الخارجي، ففتحت أمل ابنة عمي الباب فإذا بها امرأة عجوز ومعها طفلة تسأل عن صاحب البيت، فطلب منها جدي الدخول، سلمت المرأة على الحاضرين، وقالت لجدي: إني خجولة مما سأقول، لكن ابنة ابني هذه يتيمة، وقد رأت أثناء مرورنا من أمام البيت قطف العنب هذا، فطلبت مني عنباً وأنا لا أملك ثمنه، فـــ...، وقبل أن تكمل العجوز كلامها طلب جدي منها الجلوس، وأمرنا بإحضار ما لذّ وطاب من طعام الغداء للمرأة والفتاة لتناوله، وبعدها أمر بلف ما بقي منه وإعطائه لهما، ثمّ طلب من سامي ابن عمي قطف قُطف العنب الكبير، ووضعه في كيس وإعطائه للمرأة، أما جدتي فدخلت إلى الداخل، وأحضرت لها مبلغاً من المال، ودسته في جيبها فلم يرها أحد سواي.


انصرفت المرأة مسرورة ولسانها يلهج بالدعاء لجدي، أما نحن فاستغربنا تصرفه، لكننا بقينا صامتين، أما باسم أخي فقال لجدي: سامحني يا جدي على تدخلي لكن كان باستطاعتك إعطاؤها أي قطف غير هذا القطف الكبير الذي تمناه الجميع، ابتسم جدي وقد فهم ما نفكر به وقال: على الإنسان أن يكون كريماً يا أبنائي، حتى يدهشه الله الكريم بالرزق والعطاء، والكرم يا أحفادي هو أن تعطي الناس مما تحبه وتشتهيه أنت، لا مما يفيض عن حاجتك.

-قالت جدتي: الله كريم يحب الكرم يا أبنائي، وما ينفق الإنسان من قرش في أبواب الكرم إلّا ويضاعفه الله له، فكم هو جميل أن يتخلى الإنسان عن الأنانية والجشع، وأن ينفق ماله ووقته ومشاعره على الآخرين.


الخاتمة

ابتسمنا جميعنا وقد احمرّت وجوهنا خجلاً من كلام جدي وجدتي، ودعونا الله أن يطيل بأعمارهما، فيما جلسنا نتناول حبات عنب قطفناها بأيدينا فكانت -ببركة الله- من ألذ حبّات العنب على الإطلاق.


الموضوع الثاني

المقدمة

الكرم هو صفة حسنة موجودة في بعض الناس، وهو ضد البخل، ويعني أن يكون الإنسان محباً للعطاء، فيعطي من حوله بدون بخل من ماله، وطعامه، ووقته، والكريم هو اسم من أسماء الله الحسنى، فهو يرزق عباده بدون بخل، والكرم لا يعني أن يكون الإنسان مسرفاً، لأنّ الإسراف خلق غير حسن لا يحبّه الله تعالى ولا رسوله؛ لأنّه يضيع للإنسان ماله الذي تعب سنيناً في جمعه، وهذا شيء لا يرضاه الله.


أمثلة على الكرم

للكرم صور كثيرة في حياتنا اليومية فإطعام الناس من أقارب، وأصدقاء هو نوع من أنواع الكرم، خاصة إن كانت هذه الولائم في رمضان وغيره من المناسبات الجميلة، وإخراج الزكاة والصدقات برضا هو كرم، لأنّ الشخص البخيل إمّا أنّه لا يتصدق ويؤتي الزكاة، وإمّا أن يؤتيها وهو حزين على ماله، ومساعدة المحتاج من الناس بإقراضه المال والصبر عليه إلى حين سداده، واهتمام الأب بزوجته وأولاده، وتوفير احتياجاتهم من طعام، وشراب، وملابس، وحاجيات للمدرسة وغيرها هو كرم، كما أن الكرم لا يكون في المال فقط، فهو بالمشاعر أيضاً، فالأم التي تحرم نفسها من نوم الليل، وتسهر على راحة ابنها المريض مثلاً، أو تكرم بوقتها لتذاكر لأولادها في وقت راحتها كرم أيضاً، والكلمة الطيبة كرم، فالشخص الذي يقول كلاماً طيباً للناس يجعلهم يشعرون بالفرح هو كريم لم يبخل عليهم فيما قد يسعدهم.


فوائد الكرم

الكرم خلق حسن له فوائد عظيمة في الدنيا والآخرة، ومن فوائده في الدنيا أنّه يجعل الشخص محبوباً بين الناس، ويجعلهم يقفون إلى جانبه عند وقوعه في ضيق أو مشكلة، كما أنّه يجعل المجتمع متماسكاً ومترابطاً، ومتحاباً، أمّا فائدته الأهم فهي نيل رضا الله -سبحانه- وتعالى؛ لأنّه أصل الكرم والجود.


الخاتمة

ليس هناك أجمل من أن يكون الإنسان كريماً، يبذل أمواله في الخير وهو راض، ويطعم الناس، ويساعد المحتاج، ولا يبخل على الناس في الكلام الطيب الذي يسعدهم، ولكن بشرط أن لا يكون هذا كلّه بإسراف، فالإسراف خلق سيئ نهى الله تعالى عنه وأمرنا بالابتعاد عنه.



للمزيد من مواضيع التعبير: تعبير قصير عن الإيثار، تعبير قصير عن الأمانة