الموضوع الأول

المقدمة

حضر أبي اليوم من عمله باكراً، فتناولنا طعام الغداء ثمّ أخبرني بأنه سيصطحبني إلى مكان لم أذهب إليه من قبل، وهو مكان سأقابل فيه العديد من الشخصيات المهمة، تساءلت كثيراً عن هذا المكان الذي سأقابل فيه الكثير من الشخصيات المهمة، فلم يخطر في بالي شيء، وعندما عجزت عن إيجاد الجواب ارتديتُ أجمل الملابس وانطلقنا أنا وأبي إلى حيث لا أعرف.


المطالعة في المكتبة

وقف أبي أمام بناء كبير قد كُتب على واجهته " مكتبة المدينة الكبرى العامة"، وطلب مني الدخول، ولما سألته عن الشخصيات التي سأقابلها في هذا المكان بدأ يتجوّل بي بين رفوف هذه المكتبة الكبيرة لنتصفح الكتب، لقد شعرت بالخيبة في البداية لكنني قليلاً قليلاً بدأت أشعر بالسرور، وذلك عندما بدأ أبي باختيار الكتب المتنوعة التي تتحدث عن الشخصيات التاريخية القديمة، وبعض الفنانين والرسامين، والملوك والأمراء، وغيرها الكثير الكثير من الكتب التي أخذناها وجلسنا نقرأ فيها في مكان مطل على الشارع العام في المكتبة نفسها.


أخذ أبي يطلعني على ما يقرأ، وأنا كذلك، وأمضينا وقتاً طويلاً جداً في القراءة دون أن نشعر، ولمّا حان وقت إغلاق المكتبة شعرت بالحزن، وبالرغبة بالعودة إليها باكراً، فسرَّ أبي لأنني أحببت المطالعة التي لم أحبها من قبل، لكنني اكتشفت اليوم أنّها شيء مميز أجمل من ألعاب الفيديو التي أقضي عليها وقتي يومياً دون فائدة، فالمطالعة تجعلنا نطّلع على الكثير من المعلومات التي لا نعرفها، وتقوّي ذاكرتنا، وقدرتنا على القراءة والكتابة، وتجعل شخصيتنا مميزة وقوية عندما نشارك بالأحاديث التي تدور في جلسات الأهل والأقارب بما تعلمناه من الكتب، وهي تطلعنا على التاريخ، وتعلمنا ما ينفعنا للمستقبل، كما أننا نتعرف من خلالها على أصدقاء مثقفين جدد في المكتبات، وعند شراء الكتب ونبتعد عن أولئك السيئين.


الخاتمة

غادرنا المكتبة وأنا أنوي القدوم إليها يوم غد بعد أن عمل لي أبي اشتراكاً سنوياً فيها يمكنني من استعارة الكتب وإرجاعها، وعدنا إلى البيت وأنا أشعر بأنني أمتلك بين يدي قوة جديدة هي قوة "المطالعة".



الموضوع الثاني

المقدمة

لطالما تساءلت كثيراً لماذا أنزل الله تعالى أولى آيات كتابه الكريم ليحثّ البشر على القراءة حين قال: (اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ *خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ* اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ* الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ) (سورة العلق)؟ إلى أن كبرتُ وأدركت أنّ القراءة بوابة تفتح أمام الإنسان جميع حقول النجاح والتقدّم والمعرفة، وأنّ كل العلوم الأخرى مرتبطة فيها، بل لا تكون إلّا بها، فالقراءة كنز على الجميع امتلاكه، وهي سبب تقدّم الأوطان والأمم.


أهمية المطالعة

المطالعة هي القراءة في أيّ نوع من الكتب المختلفة مع الفهم والاستيعاب لما يقرأه الشخص من معلومات خلال هذا الكتاب، ولها أهمية كبيرة في حياة الشخص؛ فهي تجعله فاهماً لما يدور حوله من أمور، فيعرف التاريخ بكل ما فيه من شخصيات تاريخية، ودينية، وفنيّة وغيرها، وكأنّها بساط ريح ينقله عبر الأماكن والأزمان دون حواجز، والمطالعة أيضاً تقوي اللغة بما يقرأه الشخص من كتب مكتوبة بلغات سليمة، كما أنّها تنشّط الذاكرة، وتحفّز الدماغ على التحليل والتفكير، وتجعل من الشخص إنساناً مثقفاً يعرف ماذا يقول أينما جلس، فيحب الناس حواراته ويستمتعون بوجوده بينهم.


تنمية مهارة المطالعة

يكبر الإنسان على ما يعتاد عليه، وحتى يحب المطالعة ويستفيد بها عليه أن يحدّد نوع الكتب الذي يفضّل القراءة فيه، فيبدأ القراءة بالكتب البسيطة منها لوقت قصير خلال اليوم حتى لا يشعر بالملل، ثمّ يستطيع بعدها زيادة هذه المدة، وقراءة كتب متنوّعة أخرى حتى يستفيد بشكل كبير، وليس هناك أجمل من أن يكون لك صديق تشجعه على القراءة ويشجّعك عليها، فتتبادلان ما قرأتما من كتب، وتتحدثان حول الأفكار الموجودة فيها، وتشتركان في مكتبة عامة تحلو في أجوائها المطالعة، بالإضافة إلى زيارة معارض الكتب المختلفة التي تُقام في بلدك على مدار العام هنا وهناك، كما يمكننا الآن الاستعانة بالإنترنت لتحميل بعض الكتب وقراءتها دون أن نضطر لشرائها.


الخاتمة

المطالعة مفتاح أبواب النجاح والتقدّم جميعها، وعلى الإنسان أن يدرّب نفسه عليها رويداً رويداً حتى يصبح مواطناً مثقفاً نافعاً لنفسه ووطنه بما يقرأه ويجمعه من علوم.



للمزيد من مواضيع التعبير: تعبير قصير عن القراءة، تعبير قصير عن الكتاب