الموضوع الأول

المقدمة

حضر أبي إلى المنزل والحزن والكآبة باديان على وجهه، وهو الذي لم يعتد على ذلك، فسلّمنا عليه وسألته أمي عن سبب تبدِّل حاله، فأخبرها بأنّ صديقه سامي عمل حادث سيارة نُقل على إثره للمستشفى البارحة، فسألته عن حاله، ليخبرها بأنّ حاله مستقر بعد عملية أجراها في قدمه المكسورة، هونّت أمي على أبي الذي قرر الذهاب لزيارته بعد الغداء، فيما طلبت منه الذهاب معه فوافق.


زيارة المريض

ركبنا أنا وأبي السيارة وتوجهنا إلى المستشفى لزيارة العم سامي، وظلّ أبي سارحاً لا يتكلّم، فأردت التخفيف عنه وسألته: أبي، هل من نصائح تقدمها لي أثناء زيارة العم سامي؟

فقال: في البداية أود شكرك لقدومك معي لعيادة العم سامي، وأريد أن تعلم أنّ زيارة المريض عبادة يثيبنا الله عليها أحسن الثواب، لا سيما إن تحلينا بآدابها، وكانت نيتنا خالصة لله تعالى فقط.

-ماذا تقصد بأن تكون نيتنا خالصة لله يا أبي.

-بمعنى أن تكون زيارتنا هذه هدفها اتباع أوامر الله وسنة نبيه في زيارة المريض، للتخفيف عنه، وألا تكون لمصلحة ما، أو حتى يقال أن فلاناً زار فلان في مرضه مثلاً.

-فهمتك يا أبي، ولكن هلا أخبرتني عمّا عليّ فعله في هذه الزيارة.

-بداية علينا الاستئذان قبل الدخول يا بني، فقد يكون المريض نائماً أو في وضع لا يحب أن يراه فيه أحد، فنعطيه الفرصة ليعدّل وضعه هذا، كما يجب علينا الدخول وإلقاء السلام، والسؤال عن الأحوال بهدوء، فالمريض كما تعلم لا تكون له قدرة على تحمل الإزعاج، والإرهاق الناجم عنه.

-معك حق يا أبي، وماذا بعد؟

-ثم علينا العناية بما سنقوله من كلام، إذ يجب أن يكون كلامنا مُطمئناً، كالبلسم لجروح هذا المريض، فلا نفزعه، ولا نخيفه من حاله وإن كان ميؤوساً منه.

-نعم يا أبي، فبعض الأشخاص يطرحون قصصاً تخيف المريض، فيقولون مثلاً: فلان عانى مثل مرضك وتوفي، أو بُترت ساقه أو غيرها من أمور مخيفة.

-صحيح، كما علينا أن ندعو له بالصحة والعافية، ونزرع الطمأنينة في قلبه، لكن يجب أن يكون كل هذا باختصار، لأنّه يكون في حال لا يسمح له بالأخذ والرد كثيراً.

-وماذا بعد؟

-كما يجب علينا ألّا نطيل الزيارة، وألّا نحضر للمريض المأكولات والمشروبات وفقاً لهوانا، إذ يمكن أن يكون بعضها غير مسموح به أثناء مكوثه في المشفى.

-ولكن، هل يعقل أن نزور مريضاً دون أن نأخذ معاً شيئاً يا أبي؟

-هذا ممكن يا بني، فالزيارة بمعناها لا بما يحمله الإنسان من هدايا، وليس كل إنسان قادراً على جلب هدية معه، لكن إن كان ولا بدّ فمن المحبّب أخذ شيء لطيف كالزهور، أو الشوكولاتة مثلاً مع كرت تُكتب عليه الأمنيات بالشفاء.

-ونحن يا أبي، ماذا سنجلب للعم سامي معنا؟

-سنحضر له أجمل باقة ورد، وألذ شوكولاتة يا بني الغالي، هيا.


الخاتمة

زرنا العم سامي في حجرته وكان وضعه مستقراً والحمد لله، فيما التزمنا بآداب زيارة المريض، فكانت زيارة قصيرة ولطيفة، سُرّ بها العم سامي، واطمأنّ أبي على صديق عمره، ثمّ عدنا إلى البيت مأجورين مسرورين.



الموضوع الثاني

المقدمة

قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (أَطْعِمُوا الْجَائِعَ، وَعُودُوا الْمَرِيضَ)، المجتمع الإسلامي مجتمع مترابط ومتماسك يشعر فيه الفرد بمعاناة أخيه من حزن، أو فققر، أو مرض؛ لذا أمر الرسول صلّى الله عليه وسلّم بزيارة المريض والاطمئنان على أحواله، وتفقّد حاجاته؛ لأن المريض في مرضه يكون في أضعف حالاته، فيحتاج لمن يواسيه في هذه الفترة الصعبة، ويتفقّد شؤونه، ويؤدّي له ما يحتاج، ويدعو له بالشفاء، فلا يحسُّ بالوحدة، ولا يشعر باليأس والكآبة.


آداب زيارة المريض

تختلف زيارة المريض عن أيّ زيارة عاديّة نقوم بها لأقربائنا أو أصدقائنا، فعلى من يريد الذهاب لزيارة مريض اختيار الوقت المناسب لذلك؛ فإن كان المريض قد خرج من المستشفى منذ فترة قصيرة عليه أن يمنحه القليل من الوقت ليستقرّ في بيته، ويأخذ قسطاً من الراحة، كما أنّ عليه أخذ موعد مسبق قبل أن يزوره، وأن يتجنّب زيارته في وقت متأخر من الليل؛ وذلك لأن المريض لا يستطيع السهر كما الأشخاص الأصحّاء، بالإضافة إلى أن تكون هذه الزيارة قصيرة لكي لا نرهق المريض أثناءها، كما أن على الزائر أن يأخذ للمريض معه هدية بسيطة تتناسب وقدرته -إن كان بقدرته- كالزهور، أو الشوكولاتة أو غيرها؛ لتهنئته بالسلامة


وعلى الزائر أن يكون قليل الكلام، فلا يرهق المريض ويزعجه بكثرة كلامه وتعدّد المواضيع التي يتكلّم بها، كما أن عليه أن يختار الكلام المطمئن الذي يواسي به المريض، فيدعو له، ويحثّه على الصبر، ويبشّره بإذن الله في الشفاء، ويدخل الأمان إلى قلبه الحزين، ويشعره بالتفاؤل، فعن عائشة رضي الله عنها قالت إنّ رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- كان إذا زار مريضاً يضع يده الشريفة على مكان الألم في جسده ويقول: (اللَّهُمَّ رَبَّ النّاس، أَذْهِبِ البَاسَ، واشْفِ أَنْتَ الشافي، لا شِفاءَ إلا شِفَاؤُك، شِفَاءً لا يُغَادِرُ سَقَمَا) أو يقول سبعاً: (أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيك).


الخاتمة

في زيارة المريض مواساة له، وأجر لهذا الزائر الذي جعل الرسول صلّى الله عليه وسلّم قدوة له، كما فيها تماسك للمجتمع، وتقوية للروابط فيه؛ فعلينا إذن أن نزور مرضانا، ونبثّ الأمل في نفوسهم، وندعو لهم بالشفاء.



للمزيد من مواضيع التعبير: تعبير قصير عن الجار، تعبير قصير عن حق الطريق