الشخصية المؤثرة

يتباين الناس في سلوكاتهم وطبائعهم، فتتنوّع الشخصيات والتي منها الشخصية المؤثرة، وهي الشخصية التي لها القدرة على التأثير في أفكار الآخرين، وتصوّراتهم للأشياء، كما أنّ لها دور في تغيير حياتهم، فيكون أثرها واضحاً في المجتمع، وصورتها عالقة في الأذهان، لما لها من كاريزما، وحضور مجتمعيّ قوي، وقبول شعبي لدى الأفراد، والشخصيات المؤثّرة كثيرة على مرّ التاريخ، فبعضها كان تأثيرها عاطفيّ على الآخرين، وبعضها كان ثقافي، وبعضها الآخر ديني وغير ذلك، والملكة رانيا العبد الله -ملكة الأردن- كانت واحدة من هذه الشخصيات المؤثرة التي بذلت الكثير من الجهود الفعّالة حتى غدت كذلك.


الملكة رانيا العبد الله

هي رانيا فيصل صدقي الياسين المولودة في الكويت عام 1970م لأب فلسطيني طبيب، وقد درست في المدرسة البريطانيّة فيها، فيما اتمّت دراستها الجامعية في تخصّص إدارة الأعمال والحاسبات والمعلومات في الجامعة الأمريكية في القاهرة، وعملت بعد تخرّجها في سيتي بنك، وفرع شركة أبل في عمّان قبل ان تتوّج أميرة بعد زواجها من الملك عبد الله عام 1993م، وقبل نيل مسمّاها الجديد كملكة بعد تتويجه كملك عام 1999م.


مجالات تأثير الملكة رانيا العبد الله

عُرف عن الملكة رانيا العبد الله منذ تتويجها كملكة سعيها الدؤوب في العمل والتطوير المجتمعيّ بشتى الطرق والبرامج، حيث كرّست لذلك العديد من المبادرات، والمشروعات، لا سيما في موضوعي تمكين المرأة وحماية حقوقها وحقوق الطفل، والارتقاء بالتعليم من أجل مستقبل واعد، فبدأت بمشروع (مدرستي) الذي يهدف لصيانة البنية التحتيّة لتأهيل 500 مدرسة حكومية بشراكة قامت بين القطاعين الخاص والعام، بالإضافة إلى إطلاق جائزة الملكة رانيا العبد الله للتميّز التربوي التي انطلقت بتوجيه منها، وإنشاء عدّة مؤسسات حكومية تعنى بأمور تطوير التعليم والتكنولوجيا في الأردن مثل أكاديمية الملكة رانيا لتدريب المعلّمين، ومركز الملكة رانيا لتكنولوجيا التعليم والمعلومات، وإطلاق مجموعة من الجوائز التي رُصدت للمعلّمين، والمرشدين، والمدراء المتميّزين في هذا المجال لحفزهم، وتأتي هذه المبادرات وغيرها من مبادرات للارتقاء بمستوى التعليم في الأردن ورفع جودته.


أمّا فيما يخص الطفل فقد افتتحت الملكة رانيا دار الأمان لحمايته، والتي تُعّد الأولى من نوعها لمن يتعرّضون للإساءة منهم، بالإضافة لصندوق دعم الأيتام، وإنشاء أول متحف تفاعلي لهم في حدائق الحسين، وبناء أول صرح طبّي متخصص للأطفال وهو مستشفى الملكة رانيا، بالإضافة إلى جهودها الفعّالة فيما يخصّ حماية البيئة، و تطوير الصحة، وتمكين الشباب.


لم ينحصر نطاق تأثير الملكة رانيا واهتمامها في الأردن وحسب، بل تعدّاه إلى الخارج لتهتم الملكة بنشر الوعي حول حقيقة الحضارتين الإسلاميّة والعربية، وبناء جسر يربط بين الثقافات بشكل قويم، فاستحقّت بذلك الالتفات إلى جهودها ومنحها جائزة الشمال جنوب من المركز الأوروبي، بالإضافة إلى دعوتها من قبل بعض المنظمات العالمية مثل منظمة اليونسيف لتكون عضوة في المبادرة العالمية للقيادة الإنسانية للمنظمة، كما أصبحت في عام 2009م رئيسة فخرية لمبادرة الأمم المتحدة لتعليم الفتيات، وعضوة في مجلس إدارة المنتدى الاقتصادي العالمي، وغيرها من الأمور التي استحقّت أن تصنّف على إثرها كواحدة من أقوى مئة سيدة على مستوى العالم، فيما حصلت على العديد من الجوائز والشهادات الفخرية تقديراً لهذه الجهود.


الخاتمة

لطالما عُرفت الملكة رانيا بسعيها الدؤوب، وزياراتها الشعبيّة المتعدّدة على نطاق الوطن، وخطاباتها المؤثرة على الأصعدة المحلية، والعربيّة، والعالمية، والنابعة كلّها من رغبتها في أن تكون عنصراً فعالاً، ووجهاً مشرقاً يعكس الحضارة الإسلاميّة والعربيّة بشكلهما الصحيحين.