الطّفولة

الطّفولة هي من أكثر مراحل عمر الإنسان جمالاً ومتعةً، وهي بالإضافة لهذا مرحلة التأسيس لجيل المستقبل، حيث أنّ كافة سلوك الإنسان في كبره تعتمد على ما تعلّمه واعتاده في طفولته، وهذه المرحلة هي التي تحفر في الذّاكرة مهما بلغ الإنسان من الكبر، فهو على الدّوام يردد كافة الأحداث التي مرّت عليه في صغره، والطفولة هي السعادة، والفرح، والبهجة في كلّ بيتٍ، يقول الأديب والشاعر الفرنسي فيكتور هوجو:"يأتي الطّفل فتأتي البهجة، ويهلُّ النور".


مرحلة الطّفولة

مرحلة الطفولة من أشد مراحل عمر الإنسان صعوبةً، فهي مرحلة البناء والتأسيس، وفيها يتعلّم الصغار طرق التعامل مع الآخرين وفق ما يرونه من والديهم، وفيها تتكوّن شخصيّتهم وفق معاملة الوالدين والنّاس لهم، فالطّفولة السعيدة تعني أنّ هذا الطفل قد كبر في جوٍ مستقرٍ يسوده الحب، وقد سعى والديه خلال هذه الفترة على غرس بذار الخير والأخلاق الحميدة في أعماقه من خلال مجموعة من التعاليم والتصرّفات؛ كالتسامح، والكرم، والتعاون، ومساعدة الآخرين والاحترام، إضافةً لإعطاء الطّفل حقّه في ممارسة ألعابه، وهواياته، والتعبير عن نفسه بكل أريحيّة، إضافةً إلى المتابعة والمراقبة المستمرّة لسلوكهم وتصرفاتهم، كل تلك الأمور تنمو عند الطفل وتكبر، فتنعكس على تصرّفاته في المستقبل.


أمّا الطفولة البائسة أو الحزينة تنشأ في جوٍ يسوده العنف والقمع، فالطفل الذي ينشأ في جوٍ مشحون بالتوتر، يكون مهملًا لا يراعي الأهل وجوده، حيث أنّ الطفل هنا يكون مهملاً وغير مراقب، ولا يعلمون بأنّه يخزّن الأحداث في ذاكرته، فتنعكس على سلوكه بشكلٍ سلبي في المستقبل، ليس هذا وحسب بل أنّ استخدام أسلوب التعنيف والضّرب من شأنه أن يُضعف شخصيّة الطفل ويربكها، فيلجأ إلى أساليب ملتوية لتجنّب العقاب كالكذب والخداع، وهذا ينتج عنه اكتسابه لهذا الصفات التي تكبر معه، لتسبب له المشاكل مستقبلاً، عدا عن زرع الخوف، والتردُّد الذي يعيق صناعة إنسان سويٍ، ومبدعٍ، وناجحٍ.


الخاتمة

الطّفولة هي ذكريات البراءة واللعب والضحك، فيجب على الآباء توخي الحيطة والحذر في كافة تصرّفاتهم التي تصدر أمام الطفل؛ لأنّ الأهل هم عالم الطفل ومرآته، يستمدون تصرفاتهم وأخلاقهم من ذويهم، فالأطفال كالبذرة التي تُزرع في البيت، فإن صلح جو البيت نمت وترعرت، وتحوّلت إلى نبتةٍ تُسر الناظرين، وإن فسُد جو البيت تكبر ضعيفةً وهشّةً ألوانها صفراء ذابلة.



للمزيد من المواضيع: تعبير عن الصديق