المقدمة

يختلف الناس في طباعهم فهناك من هو كريم وهناك من هو بخيل، وهناك من هو قوي وهناك من هو ضعيف، كما أنّ هناك من هو شجاع وهناك من هو جبان، والشجاعة صفة نبيلة يتربى عليها الإنسان منذ صغره، فهي لا تتخلق فيه بين يوم وليلة، فكم سمعنا من حكايات وروايات وقصص تراثية وخيالية تميّز أبطالها بالإقدام والشجاعة فأعجبنا بهم وقررنا أن نصبح مثلهم، فالشجاعة إذن صفة جميلة يتمنى الجميع امتلاكها.


الشجاعة

قد يظن البعض أن الشجاعة تعني قوة الجسد وضخامته، وقد تعني ذلك في بعض الأوقات إلّا أنها ليست دائماً بهذا المعنى، فالشجاعة شجاعة القلب وقوّته، وقوة العقل والتفكير أيضاً، وشجاعة اللسان في قول الحق، والضمير في لوم الباطل، والإنسان الشجاع إنسان جريء قادر على تحدي ما يواجهه من مصاعب ومشكلات بصبر وقوة، فهو يعرف أنّه إنسان قوي عليه أن يحقق هدفه، لذا تراه واقفاً يواجه المصاعب رغم شعوره بالضعف واليأس أحياناً، إلّا أنّ شجاعته تكمن في استمراره وصموده.


والشجاعة لا تعني أن يمشي الإنسان باحثاً عن المتاعب والمشكلات، وأن يتعرّض للأشخاص من حوله ويفتعل المشاجرات ليظهر قوّته وشجاعته، بل على العكس تماماً، فالإنسان الشجاع إنسان هادئ بطبعه، متحكم بأعصابه إلى أبعد حد، لا تظهر شجاعته وقوته إلّا عند اللزوم، تماماً كالأسد الضاري الذي تجده يجلس على عرش الغابة متربعاً لا يهزّ هدوءه شيء، أمّا إذا اضطر إلى القتال فتراه ينقضّ على أعدائه وفريسته بكل قوة وإقدام ودون تراجع.


الشجاعة صفة على الآباء أن يربوا أبناءهم عليها، ويكون ذلك بجعلهم يعتمدون على أنفسهم منذ أن يكونوا صغاراً، وجعلهم يتحملون مسؤولية أفعالهم، وبتقوية ثقتهم بنفسهم فالإنسان الشجاع إنسان واثق بنفسه، كما إنّ عليهم سرد سيرة الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم لهم، وسير الصحابة الكرام وكيف كانوا يواجهون الأعداء بكل شجاعة وقوة، دون خوف أو تردد مهما كان عددهم، ومن الأمثلة على ذلك سيدنا خالد بن الوليد رضي الله عنه، وعمر بن الخطاب الذي تحدى قريش كاملة عند إعلان إسلامه وهجرته إلى الرسول صلى الله عليه وسلم، حيث نتعلم منه الشجاعة في قول الحق، وعدم الخوف سوى من الله عزّ وجل فهو خالق كل شيء، وفي يده كل شيء فممّ نخاف؟


الخاتمة

على الإنسان أن يتخذ الرسول والصحابة رضوان الله عليهم قدوة في حياته، فيكون شجاعاً في مواجهة الصعاب والمشكلات، وفي قول الحق والصواب.



للمزيد من المواضيع: تعبير عن شخصية قيادية ناجحة، تعبير عن التسامح