المقدمة

أعلنت المدرسة عن رحلة مدرسية إلى حديقة الحيوان، فلم نتردد أنا وصحبي في حجز مقاعدنا فيها، ففي هذا المكان يشاهد الشخص ما أبدعه الله من حيوانات، وما ميّزها به من ميّزات، وفيه أيضاً يستطيع مداعبة بعضها، وإطعام البعض الآخر، في حين يكتفي بمشاهدة ما يُعدّ منها مفترساً وخطيراً، لقد حجزنا مقاعدنا، وها نحن ذا ننتظر اليوم الذي ستسير فيه الحافلة إلى وجهتنا المفضّلة.


في طريقنا إلى حديقة الحيوان

جاء اليوم المنتظر، واستقلينا الحافلة فرحين، فيما أخذ المعلم يحدّثنا عمّا سنراه من حيوانات هناك، وعمّا تضمّه المملكة الحيوانية من أنواع مختلفة، وعن ضرورة الرفق بالحيوان كما أمرنا الرسول الكريم صلّى الله عليه وسلّم، فيما أخذ أصحابي ينشدون أناشيد فرح متنوعة لقرب وصولنا إلى الحديقة.


في حديقة الحيوان

نزلنا من الحافلة وقد كان الحماس قد وصل بنا إلى حد جعلنا نتراكض لندخلها ونحن نرى جموع الناس من بعيد، إلّا أن المعلم طلب منّا التريّث لحين شراء التذاكر، فامتثلنا لأوامره، وبعد أن دخلنا إلى الحديقة أسرنا تصميمها البديع الذي يشبه في تصميمه غابة تجمع في داخلها العديد من أنواع الحيوانات، بل كانت مكاناً كبيراً جداً يضمّ في داخله عدّة بيئات طبيعية يجد فيها كل حيوان مأواه، فيحيا به على طبيعته، بدأنا جولتنا فسرنا نصعد تلة صغيرة نحو قفص كبير جداً، تنظر إلى داخله فتحسبه حديقة غناء بما فيه من نباتات متسلقة، وأشجار عالية الأغصان، وبيوت ملونة تلفت الانتباه، ونواعير ماء اصطناعية تصدر صوتاً رائعاً، وتتجوّل ببصرك فيه حتى تلمح مختلف أنواع العصافير الملونة الرائعة، ويأسرك صوت شدوها، ويأخذك منظرها الساحر وهي تتناول بمناقيرها الحبوب، فيما يسير الطاووس بريشه الملوّن مختالاً متباهياً، وما إن تابعنا السير حتى رأينا بيئة مماثلة تضمّ بعض البجعات والبط فأطعمناها والتقطنا معها الصور التذكارية، وتوجهنا إلى ما يشبه البيئة الصحراوية لنشاهد فيها حيوانات اللاما والغزلان البرية وطيور النعام، فأطعمناها هي أيضاً، وأدهشتنا عاطفة الأمومة التي كانت تدفع غزالة لاحتضان غزالها الصغير حديث الولادة، ومن ثم إرضاعه بحنان.


أما لمّا أحببنا اللهو والمرح قليلاً توجّهنا إلى قفص القرود، تلك الحيوانات الرشيقة التي تضحكك بلا إرادة منك بتصرفاتها التلقائية، فتارة تخطف من يدك موزة لتأكلها، وتارة تقفز من غصن إلى غصن بسرعة جنونية وتصدر أصواتاً مضحكة، وتارة تمدّ يدها للزائرين لتصافحهم، وبينما نحن مستمتعين بما تقدّمه لنا القرود من عرض، هزّ أرجاء الحديقة صوت مخيف جعلنا نقفز من شدّة الخوف، فضحك المعلم وأخبرنا بأنّه زئير الأسد، فتوجّهنا إلى هناك لنرى ملك الغابة وما يحتوي عليه القفص من لبؤات، فدُهشنا بعظمتها وجمالها، ومكثنا هناك وقتاً ليس قصير، ثمّ سرنا إلى مكان يضم مجموعة من الضباع والذئاب، ولم ننس زيارة متحف الزواحف المحنّطة لنشاهد فيه مختلف أنواع الأفاعي الأفريقية والصحراوية وغيرها، وكان من الجميل أيضاً رؤية الدب البني "عسل" الذي أدى عرضاً شيّقاً بقيادة مدرّبه، ورقص على أنغام الموسيقى فأمتع الحاضرين، فيما عرّجنا سريعاً في نهاية الرحلة على صاحبة أطول رقبة في العالم إنّها الزرافة الجميلة التي لم أكن أتوقع أن تكون بهذا الحجم، فأطعمناها بعض الحشائش، ولملمنا حاجياتنا وانطلقنا نعدو إلى الحافلة للعودة إلى منازلنا قبل المغيب.


الخاتمة

في حديقة الحيوان يستمتع الشخص بما أبدعه الخالق من حيوانات، فيرى ما ميّزها به من مخالب، وأسنان، وفرو، وريش وغيرها، ويحمد الله على وجودها وتسخيرها للإنسان لخدمته، ولا أنسى أنّه كان من الجميل فعلاً التعرّف على هذه الحيوانات عن قرب أكثر لا سيما بقراءة اللافتات الموجودة إلى جانبها، والتي تحتوي على معلومات مفيدة عن كل نوع منها، وعن مواطنها الأصلية.



للمزيد من المواضيع: تعبير عن الحيوانات، تعبير عن حيوان جريح