المقدمة

كثيرة هي المهن من حولنا، وكلها مهمة ومفيدة لا شك، فكل مهنة لها دورها في هذا المجتمع، وكلها مهمة جداً مهما اختلفت، ومن كان يرى أن بعض هذه المهن غير مفيدة فليغمض عينيه للحظات وليتخيّل حياتنا من دون هذه المهنة، حينها فقط سيدرك أهميتها، وإنّ من أهم المهن التي قد نغفل عنها، وقد نعتادها، مع أنها من أكثر المهن التي تتطلب صبراً، ودقة، وإبداعاً في العمل هي مهنة البناء، فما أجملها من مهنة، وما أروع من يعمل بها!.


مهنة البناء

لأوّل مرّة أسير في الشوارع وأنا أراقب البيوت، والبنايات العالية، والأبراج المرتفعة مع أنني أراها كل يوم أثناء توجهي إلى المدرسة في الحافلة، إلّا أنّ معلمتنا البارحة طلبت منّا مراقبة ما سنراه من مبان أثناء قدومنا اليوم، والتركيز فيها جيداً، وعندما وصلنا المدرسة، وبدأت الحصة، سلّمت علينا المعلمة، وسألتنا إن كنّا قد أمعنّا النظر في ما حولنا من مبان كما طلب، فأجابناها بالإيجاب، وحينها قالت: وماذا رأيتم؟

قال علي: رأينا يا معلمتي ما لم نكن ننتبه له في كل مرة نمرّ بها من الشوارع، فقد رأينا أبنية عالية جداً، وكبيرة جداً، وتساءلنا عن كيفية بنائها منذ أن كانت أرضاً ليس فيها شيء.

وقال ماجد: وأنا يا معلمتي نظرتُ إلى المساجد، فأبهرني ما فيها من زخارف وزينة، ونوافذ مشكّلة ببراعة، وقباب ومآذن وساحات، كيف كنّا نغفل عن هذا كلّه!.

قال حسّان: أمّا أنا يا معلمتي فتعجّبت لضخامة مراكز التسوّق وكثرة الطوابق فيها، وانفتاحها على بعضها البعض للوصول إلى سقف عال قد يبلغ ارتفاعه الثلاثين متراً.

-أحسنتم يا أبنائي، وهذا كلّه من إبداع مهندس، وبنّاء، فمهنة البناء عرفها الإنسان منذ قديم الزمان، حيث سكن في الكهوف، وتحت الأشجار، وفي الحقول إلى أن أحسّ أنّ من الضروري أن يجد له مكاناً يأوي إليه عند حاجته للراحة والحماية من الحيوانات المفترسة، والظروف الجوية القاسية كالحر الشديد أو البرد الشديد، وكعادته الإنسان فكّر وفكّر، وبحث حوله واستخدم ما يوجد في الطبيعة من مواد كانت هي الأتربة والحجارة والماء في البداية، ليستخدمها ويصمم بيوتاً بدائية بسيطة في شكلها وحجمها ليأوي إليها.

قال سمير: وماذا بعد يا معلمتي؟

-بعد ذلك بدأ الإنسان بتطوير ما صنع، واستخدام أدوات أكثر تطوراً، فبدأ بتصنيع اللبن من الأتربة والماء وبعض المواد الأخرى، وانتظرها لتجف، ووضعها فوق بعضها البعض ليكوّن بيتاً متطوراً أكثر من ذي قبل، واستمر بالتطوير والتحسين، وظهرت مهنة الهندسة المعمارية والمدنية وتساعدت هذه المهن الثلاث، حتى أضحت المباني بالجمال والروعة التي هي عليها الآن.


الخاتمة

قالت سلمى: إنّ مهنة البناء مهنة شاقة يا معلمتي، فأبي بنّاء وأعلم كم يتعب ويعاني حتى يتمّ بناء المباني.

-أصبتِ يا ابنتي، فهي مهنة تحتاج إلى الصبر، والقوة، والتحمّل، فعافاهم الله وقوّاهم حتى يستمروا في إعمار هذا الكون.



للمزيد من المواضيع: تعبير عن المهن، تعبير عن مهنة المهندس