المقدمة

رابطوا في نصرة الحق ضد المعتدين من مشى في طاعة الله ما خيب رجاه رفرفي يا راية العز للنصر المبين والعدو المعتدي عندنا يلقى جزاه يا بلادي واصلي رغم كيد الحاسدين يا منار الدين وأطهر بلد والله حماه


جنودنا البواسل، وحماة الوطن، أسود الحدود والخنادق هم، نجوم الليل التي لا تنام لتحرس أحلام أبناء الوطن النيام، شباب في عمر الزهور، وثبات الجبال اتخذوا من الخنادق منازل، ومن رائحة البارود عطراً، وأعطوا لهذا الوطن الأبي وعداً بألا يهون أبداً وإن كلّفهم ذلك الروح والدماء.


جنودنا البواسل

تعرفهم من لمع الشجاعة في العيون، ومن سمرة صبغتها شمس الحدود على الجبين، إنهم حماة الوطن، ثلة من أبنائه الغاليين الذين قرروا منذ نعومة أظافرهم أن يقفوا سورا منيعاً يقهر كل من يحاول المساس بتراب هذا الوطن الغالي بشيء، عرفوا غايتهم وهدفهم منذ أول حديث لهم مع أقرانهم حول ما يرسمه كل منهم لمستقبله، فهذا يريد أن يصبح طبيباً يحافظ على سلامة أبناء الوطن، وذلك يرغب بأن يصبح معمارياً يجمّل أرض الوطن، وذلك معلماً يبني مستقبله، أمّا هذا الأسمر المغوار فله حلمه الخاص الذي رسمه ببارودهِ والرصاص، وقرر أن يحميهم جميعاً ليل نهار.


كبر الصبي المغوار، ومضى ثابت الخطى نحو ثكنته العسكرية بعد أن تسحّب من حضن أمّه الدافئ، وطبع قبلة على جبين أخته التي توسلت إليه بالبقاء، غادر متجاهلاً دمع والده الذي ظل حبيس عينيه وما سقط، ودع أهله وأدار ظهره ودعوات والده ووالدته التي يخالطها العز الفخار تطرق مسمعه، وضع عدّته وأرخى سدول روحه المثقلة فهنا الغاية والمستقر، هنا حلمت أن أناضل وأقف على حدود هذا الوطن الغالي الذي لطالما قدم لي الكثير، ولم أجد ما أقدمه له، واليوم أنا هنا بروحي، ودمي واقفاً بسلاحي هذا كأسد مستعد لافتراس عدوّه إن حاول اجتياز الحدود، اعلم يا حماة الوطن أن الأيام تمر عليكم ثقالاً بعيداً عن أحضان العائلة والشركاء، والأبناء، تحت زخات المطر، ولهيب الحر، وفي الأعياد، لكنني أعلم يقيناً أيضاً أن حبكم للوطن يفوق عندكم ذلك كلّه، فيا لروحكم الغنية، وقلوبكم المعطاءة، وهاماتكم العالية!


الخاتمة

في نهاية كل أسبوع يعود الواحد منكم بطلاً إلى أحضان أسرته، وقد اشتاق لدفء الجَمعة، ولذة مشاركة إخوته طبق الطعام الذي يحب، فيأخذ يستغل كل دقيقة ليتسامر بها مع أهله ويعرف أخبارهم، وتمر الساعات مسرعة ليلملم عدّته وحاجياته على عجل، وطبق حلوى بيتي أعدته له أمه بدمع العينين، ليعود إلى ثكنته، فيما تقف على ضريح أحد هؤلاء البواسل الذين قضوا دفاعاً عن ثرى الوطن منذ عقد زوجة وفية ترتب على قبره باقات الورود، بدمعة سخية إلى الآن لم تجف.



للمزيد من مواضيع التعبير: موضوع تعبير عن تضحية المجاهدين في سبيل الوطن، موضوع تعبير عن واجبنا نحو الوطن