المقدمة

إنّ استقلال أي دولة ن دول العالم يعدّ يوماً فارقاً في تاريخها إلى الأبد، حيث يعد هذا اليوم شاهداً على حريّتها، واستقلالها، وحصولها على كيان ضائع غاب عنها عشرات أو مئات السنوات، والدول -وإن بان قبولها، وتعايشها مع الاستعمار لا بدّ لها أن تنتفض يوماً ما لتحصل على استقلالها، ذلك اليوم الذي يبدأ التأريخ من عنده، وتحكي عنه الأجيال حتى نهاية الدنيا، فهو يوم أبيض ترفرف فيه رايات العزّ والفخار فوق الأعالي من القمم.


استقلال المملكة الأردنية الهاشمية

في كلّ مرة أخرج فيها مع الصحب والرفقة إلى شوارع مدينتي عمّان في الخامس والعشرين من أيار من كل عام أستشعر معاني العزّ والفخار، والتحدّي والانتصار، وأشتمُّ رائحة تراب المحتل الفارّ عن أرضها منذ ما يقارب المئة عام، ففي هذا التاريخ انتزع بلدي العزيز استقلاله، وكيانه الضائع منذ سنين من يد المحتل البريطاني الغاشم رغماً عن أنفه، بعد سنين طويلة قضاها في الكفاح والنضال للحصول على استقلاله.


في ألوان علمنا الغالي ألمح مظاهر النضال الرسمي والشعبي التي استمرت سنوات عديدة دون كلل أو ملل تطالب بسيادة الدولة، وفي هتافات المواطنين الشرفاء ألمح هتافات الشعب في الخامس والعشرين من شهر أيام لعام 1946م حين أعلنت الأمم المتحدة المملكة الأردنية الهاشمية مملكة مستقلة ذات سيادة بعد نهاية الانتداب البريطاني عليها، فيما أعلن البرلمان الملك عبد الله أول ملك للمملكة الأردنية الهاشمية، وفي الأغاني الوطنية التي تضجّ بها الشوارع في مثل هذا اليوم من كل عام ألمح فرحة الجموع الغفيرة وقد حازت دولتها على حريتها بعد سنين طويلة قضتها تحت جناح انتداب لا تشبهه ولا يشبهها، وبعد أن أرغمته على رفع جناحه طارت هي كعنقاء شامخة تجوب سماء الحرية، وها هو الأردن اليوم يثبت لنفسه وللعالم أجمع بكل من تعاقب على حكمه من ملوك، وبسيادته، وشعبه العريق بأنّه وطن يستحق الحرية والسيادة، ويقدر على التمتّع باستقلاليته في شتى المجالات، فيتقدّم سنة عن سنة، ويتطوّر عاماً بعد عام، وينافس كبرى البلدان في شتى المجالات المعرفية والثقافية، والاقتصادية، والخدماتية وغيرها، ويصبح أجمل فأجمل كنجمة في سماء الحرية تزدادا بريقاً ولمعاناً مع مرور العقود.


الخاتمة

ينقضي يوم استقلالك أردننا الحبيب، وتنقضي ليلة طويلة قضاها أبناؤك من الشمال إلى الجنوب، ومن الشرق إلى الغرب في الاحتفال باستقلالك الغالي الذي لا نبدله بثمن، فهو أغلى ما حزنا عليه بنضالنا الشعبي والرسمي، أوصل صحبي إلى بيوتهم، وأظل أنا أجوب شوارعك البهية، وأستنشق رائحة النصر فيها، وأدعو الله طويلاً أن يحميك، وأن يسخّرنا دوماً للحفاظ على ثراك الغالي، وأمضي وفي آذاني يصدح صوت فيروز الجميلة وهي تردد:

أردن أرض العزم أغنية الظبا

نبت السيوف وحد سيفك ما نبا

في حجم بعض الورد إلا أنه

لك شوكة ردت إلى الشرق الصـبا



للمزيد من مواضيع التعبير: موضوع تعبير عن تضحية المجاهدين في سبيل الوطن، موضوع تعبير عن واجبنا نحو الوطن