الموضوع الأول

المقدمة

استلمت بطاقة الدعوة إلى عرس أحمد ومنى وقلبي يتمايل من شدة الفرح، فبالنسبة لي ليس هناك أجمل من أن ترتبط روحان متحابتان بعقد أبدي أكثر قداسة ونزاهة من الزواج، ليكوّنا أسرة سعيدة تكون لبنة في بناء هذا المجتمع، فيعيشان حياة سعيدة يملؤها عليهم أبناء وبنات من صُلبهم، ويؤجرون على ذلك كله في الوقت ذاته، وبينما أنا واقفة على الباب تلمع عيناي من فرط المشاعر تنحنح والدي فقطع حبل أفكاري، وأضرم في وجهي نار الخجل حتى احمرّ.


مظاهر الفرح والسرور

استمرت التجهيزات لهذا العرس مدة طويلة، وقد كانت الفرحة مضاعفة بسبب القرابة التي تجمعني بالعريس والعروس، فأحمد هو ابن خالي، ومنى ابنة عمّتي، كانت أجواء الفرح والسرور تعمّ العائلتين، وتمثّلت على شكل ليال من الفرح والسرور أضيئ بها بيت العروسين بالأنوار، وتوافد إليها الزائرون من شتى الأماكن، فيما أقيمت الولائم في بيت العريس، وأُعدّت التوزيعات التي ملأتها نساء العائلة بالحلويات والمكسرات على أنغام بعض الأغاني التراثية في بيته أيضاً، أمّا العروس فقد انشغلت بالتحضير لليلة حنتها التي ستقضيها مع رفيقاتها وقريباتها، وما ستريه إياهن من جهاز تعبت في إعداده، هذا كله وسط أجواء من الغناء، والفرح، والسرور، وأطيب الأمنيات.


أما يوم الزفاف فانطلقنا في مجموعة كبيرة من السيارات المزينة بقيادة العريس لإحضار العروس من بيت ذويها، والزوامير تصدح في الأجواء، الأضوية تثنر وتُطفأ، وعند وصولنا اتتقبلنا أهلها أيما استقبال، أما هي فخرجت من بيتها معززة مكرمة تتوشح ثوبها الأبيض الذي يتمنى الحاضرون أن يكون لون أيامها القادمة، فيمسك العريس يدها إشارة إلى أنّه سيكون لها نعم السند والمأوى وقت الشدة، متجهين إلى القاعة للاحتفال، وهناك تبدأ الاحتفالات، والغناء، والرقص، وتبدأ النساء من كلتا العائلتين بإطلاق الزغاريد التراثية المختلفة، ويُقدّم واجب الضيافة من مأكولات وحلويات، والألعاب النارية الملونة تنير سماء المكان، فيما ينشغل العروسان عن هذا كله بحديث قلبيهما، ونجوى روحين اجتمعتا وفقاً لما أحله الله، ويوم الزفاف تُقام الولائم، وتقدّم الهدايا العينية والنقدية، وباقات الزهور المكلّلة بأطيب الأمنيات من الحاضرين الذين جاؤوا لتهنئة العروسين، والقيام بواجب أهليهما.


الخاتمة

تتعدد في مثل هذه الليلة العادات والتقاليد باختلاف الشعوب، لكن تبقى المحبة وأجمل الأمنيات هي القاسم المشترك بين هذه الشعوب كلها، رغم ما يُذرف من دموع على فراق العروس، وما يعيشه والداها من فرح وغبطة يشوبهما الألم، وينقضي الزفاف تاركاً وراءه أجمل الذكريات، وتستمر عجلة الحياة بالدوران؛ لإعمار هذا الكون، وتطبيق شرع الله تعالى فيه.


الموضوع الثاني

المقدمة

العرس أو كما يطلق عليه "الزفاف" أيضاً هو احتفال يُقام بوجود مجموعة من الحضور من الأقارب والأصدقاء من أجل إشهار الزواج بين عروسين جمعتهما مشاعر الحبّ والمودة، وتوثيق تلك اللحظات بكلّ سعادة، ويُعتبر حفل العرس رمزاً للحب، وإشارة للشراكة التي ستربط بين العروسين للأبد، وتختلف سبل التعبير عن هذا الفرح باختلاف عادات وتقاليد المجتمعات التي ينتمي إليها كل من العروسين، فيما يُعتبر الزواج من أقدس العلاقات الحياتية بين الأفراد لقول الله تعالى: (وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ)، (سورة الروم، آية: 21). مظاهر الاحتفال بالأعراس.


مظاهر الاحتفال بالأعراس

تختلف العادات والتقاليد التي يتّبعها كل شعب في التعبير عن سعادتهم في حفلة العرس، بحسب الدين الذي ينتمون إليه، والعادات والتقاليد التابعة للبلد الذين يعيشون فيه، ففي الوطن العربي مثلاً يُتعارف على إقامة حفل إمّا في منزل العريس، أو في إحدى قاعات الأفراح مؤخراً، ويكون ذلك بدعوة مجموعة كبيرة من الأشخاص للمشاركة وتناول الأطعمة التي يمكن أن تكون من الحلويات فقط، فيما يمكن أن تتجاوز ذلك إلى إقامة الولائم بهذه المناسبة وهو ما يعتمد على قدرات العريس المادية، وتمتلك الشعوب والثقافات العالميّة طُرق زواج مختلفة، تعتمد على مجموعة من العادات والتقاليد الخاصة بكلّ قبيلة أو شعب من هذه الشعوب، بهدف أن تكون مراسم الزواج إحدى أسعد الأيام في حياة أيّ شريكين مقبلين على الارتباط، إلّا أنّ ما هو متّفق عليه هو حضور الأهل والأحبّة لمشاركة العروسين وذويهم بهذا اليوم المميّز، ويكون ذلك بغناء النساء على أنغام بعض الأغاني التراثيّة التي تثير مشاعر الفرح في قلب العروس تارة، ومشاعر الحزن لفراق أهلها وذويها تارة أخرى، كما يشارك الرجال العريس فرحته بالرقص على أنغام الأغاني الشعبية أحياناً كأغاني الزفّة، والدبكة، وغيرهما، في الوقت الذي تطلق فيه النساء بعض الزغاريد فرحة بالعروسين.


بعض الممارسات الخاطئة في الأعراس

الأعراس مظهر اجتماعي كباقي المظاهر الاجتماعية التي تحتاج منّا إلى وعي ورقيّ، وهذا للأسف عكس ما قد نراه في بعض الأعراس التي تنتشر فيها الممارسات الخاطئة، والتي يُعدّ إطلاق العيارات الناريّة واحداً منها، وهو ما تسبّب وسيتسبب بالكثير من حوادث القتل، والعاهات لبعض الأبرياء إن لم يوضع له حدّاً، فيما يمكن لنا الاستعاضة عن هذه العادة الخاطئة بإطلاق الألعاب النارية، ومن الممارسات الخاطئة أيضاً الإزعاج التي تسببه أصوات الموسيقى المبالغ بها في الأعراس، وأصوات زوامير السيارات القادمة لإحضار العروس في الشوارع، بالإضافة إلى إغلاق بعض الشوارع الرئيسية والفرعية بوضع الكراسي ومعدّات الأفراح فيها في بعض الأحيان.


الخاتمة

يُعتبر إشهار الزواج بإقامة الأفراح شيئاً محبباً يدخل الفرحة إلى قلب العروسين وذويهما، إلّا أنّ علينا تجنّب بعض السلوكيات الخاطئة أثناء ذلك، والتي قد تسبب الإزعاج أو الأذى للآخرين، ففرحة الإنسان يجب ألّا تنعكس سلباً على غيره.



للمزيد من مواضيع التعبير: موضوع تعبير عن الجار، موضوع تعبير عن الصديق