الشخصيّات الخياليّة

لطالما زخرت كتب القصص العالميّ والعربي بالحكايات الخيالية المشوّقة والمليئة بشتّى الأحداث الغرائبيّة والعجائبيّة التي تدور بين أبطال خياليّن لهم القدرة على تجاوز الصعاب، والنّجاة رغم ما يقعون فيه من مشكلات وأهوال في النهاية، وقد كان من هذه الكتب القصصيّة المدهشة كتاب ألف ليلة وليلة الذي تُروى فيه الحكايات على لسان شهرزاد للحاكم شهريار، فيما كانت إحدى حكايات هذا الكتاب تدور حول شخصيّة خياليّة عظيمة التجارب والمغامرات تُسمّى السندباد البحري.


السندباد البحري

يتداعى إلى ذهن سامع هذا الاسم (السندباد البحري) وابلاً من الأحداث المشوّقة، والأهوال العظيمة، والرحلات البعيدة فور سماعه، والحقُّ كلّ الحق معه في ذلك؛ فقصة السندباد البحري ذات الحلقات السبع التي عُرضت في كتاب ألف ليلة وليلة تستحقّ هذا كلّه، لا سيمّا بعد أن قُدّمت هذه الشخصية بمغامرتها عبر مسلسل كرتوني عرفناه منذ الصغر باسم (مغامرات السندباد)، والسندباد المشهور ببشرته القمحية التي تركت الشمس عليها أثرها، وعمامته البيضاء التي عرفناه بها، السندباد هو بحّار من بغداد عاش فترة الخلافة العبّاسيّة، وكان أصل شهرته ما قام به من مغامرات وزيارات إلى أماكن سحريّة في سواحل أفريقيا، وجنوب آسيا حافلة بالغرائب والعجائب، والوحوش التي كان يتغلّب عليها بحنكته وشجاعته في كلّ مرّة.


قام السندباد بسع رحلات طويلة، ومليئة بالأخطار والأهوال رافقه خلالها صديقته العصفورة ياسمينة والتي هي أميرة كانت قد حوّلتها ساحرة شريرة ووالديها إلى طيور، بالإضافة إلى صديقيه علي بابا وعلاء الدين، وكانت أولى هذه المغامرات عندما سافر السندباد مع بعض التجار واستقرّوا على ظهر جزيرة أعجبتهم فأشعلوا عليها النار لتحضير طعامهم قبل أن يكتشف الربّان أنّها ليست إلّا ظهر حوت أحسّ بالحرارة فأوشك على الغوص في الماء، فيما انتشر التجّار الفارّين قاصدين سفينتهم، وكان منهم السندباد الذي لم يستطع الوصول إلى السفينة لكنّه استطاع النجاة عندما طفا على قطعة خشب في عرض البحر.


تتوالى المغامرات إلى اليوم الذي يترك فيه البحّارون السندباد في الجزيرة وحيداً فينطلق متجوِّلاًً فيها حتى يجد قبّة بيضاء يدرك بعدها أنّها بيضة لطائر الرخ، فيقرّر ربط نفسه على ساقه علّه يخرجه من هذه الجزيرة، فيما ينقله هذ الطائر العملاق إلى وادٍ مليء بالحيّات والألماس خرج منه على ظهر ذبيحة رماها بعض الباحثين عن الألماس ليلتصق بها ويخرجها لهم الطائر.


ومن مغامراته أيضاً وقوعه في جزيرة القرود ولقائه مع كائن متوحش غريب الشكل وهروبهم منه ولقائهم بالثعبان العظيم الذي استطاعوا النجاة منه بأعجوبة، يلي ذلك مغامرته في أرض الملك صاحب المائدة الغريبة التي كان ينوي من خلالها التخلّص منهم، ومغامرته مع أنثى طائر الرّخ التي حاولت قتلهم بشتّى الطرق وتدمير سفينتهم، ورحلتهم السادسة في مقبرة الأفيال بعد أن باعهم بعض القراصنة لأحد الملوك كعبيد، وطلب منهم جمع أكبر عدد من عاج الأفيال لبيعها.


الخاتمة

يسافر السندباد في نهاية القصة إلى جزيرة يقابل فيها شيخاً كبيراً قد أعياه التعب فيعاونه حتى يوصله إلى بيته، فيما يعرض عليه هذا الشيخ الزواج من ابنته الجميلة فيتزوجها قبل وفاة والدها، فينتقل كلّ ملكه للسندباد الذي تقترح عليه زوجته بيع ما يملكون وشراء بضاعة يسافرون بها إلى بلد السندباد للاستقرار هناك.