الوحدة

للوحدة معنيان: الأول يعني أن يعيش الإنسان في عزلة وبُعد عن الآخرين ويسمى حينها شخصاً وحيداً، أمّا الثاني فيعني جمع الجهود لتكون واحدة لتحقيق هدف معيّن، والوحدة تتطلّب التعاون بين مجموعة من الناس لينجزوا شيئاً ما، وهذا النوع من الوحدة هو ما سنتحدث عنه في موضوعنا هذا.


أهمية الوحدة

لو لم تكن الوحدة والتعاون ضروريّين في بناء المجتمع لما قال الله تعالى في كتابه الكريم: (وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَىٰ ۖ وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ)، ففي هذه الآية الكريمة يأمر الله المؤمنين بالتعاون لتحقيق الوحدة، بشرط أن يكون تعاونهم على الخير، فالوحدة تجعل المجتمع متماسكاً وقوياً في وجه أعدائه، فيخاف الأعداء من أذيّته أو الاقتراب منه، وبالوحدة أيضاً يحس الأفراد داخل الوطن بأنّهم قريبين من بعضهم البعض، فتقلّ المشاكل والخلافات ويشعرون بالسلام فيما بينهم، وبالوحدة أيضاً نحقّق الأهداف العظيمة، فالنجاح والتقدّم لا يكونا بعمل كل مجموعة لوحدها، بل بتظافر جهودهم ووحدتهم، ووضع خطة لإنجاز الهدف الكبير الذي يعملون لأجله.


أمثلة على الوحدة

للوحدة أشكال كثيرة في حياتنا نذكر منها الوحدة الوطنية التي تعني أن يكون الشعب مجتمعاً ومترابطاً، وهناك وحدة الإخوة مع بعضهم البعض وهي نوع مهم من أنواع الوحدة يعيش الوالدان حياتهما كلّها لجعل أبنائهم متوحِّدين، وذلك لأنّهم يعرفون أن في اتّحادهم قوة وأمان لهم من كل شر، ولا ننسى قصة الرجل الذي كان على فراش الموت، والذي جمع أبناءه حوله وطلب من كل واحد منهم أن يحاول كسر عود خشبي واحد، فاستطاعوا كلهم كسره بكل سهولة، ثمّ طلب منهم جمع حزمة من هذه الأعواد وكسرها فلم يستطيعوا، فكان بذلك قد علّمهم أنّ في فرقتهم ضعف لهم وفي اتّحادهم قوة لا يستطيع أحد أن يقهرها، ومن أمثلة الوحدة أيضاً وحدة الدول مع بعضها البعض لتحقيق الأهداف، والسلام.


الخاتمة

لا يحقق الحماية، والسلام، والأهداف سوى الوحدة والتعاون، أمّا التفرقة فإنها سبب لكلّ الخلافات والمشكلات، وبالتالي علينا دوماً أن نتّحد في طرق الخير، وأن نعلّم أبناءنا وطلّابنا أنّ الوحدة الوطنية هي غايتنا في هذا البلد الطيب.



للمزيد من المواضيع: تعبير قصير عن حب الوطن