الموضوع الأول

المقدمة

في بيتنا مكتبة كبيرة جداً أسسها أبي، ووضع فيها كتباً مختلفة تتحدث عن شتى مجالات الحياة، أذكر أنني منذ سنتين كنت أعاني من الملل والإرهاق من الدراسة، فذهبت للعب مع لؤي أخي ومرام أختي، إلّا أنّ أمي أخبرتني أنّها أرسلتهما لشراء بعض الحاجيات، فلم أجد طريقة للترفيه عن نفسي سوى بالتوجّه إلى تلك المكتبة، وتناول أحد الكتب فيها، وقراءته لعله يسليني قليلاً، فوقع بين يدي كتاب "الأيام" للكاتب الكفيف طه حسين، ومنذ ذلك اليوم وما جاء في هذا الكتاب لا يغادر رأسي وأفكاري.


طه حسين وكفاحه

كنت أسمع عن طه حسين وكتاباته العظيمة، لكنني أبداً لم أفكر بقراءة سيرته الذاتية حتى وقع بين يدي كتاب "الأيام" الذي يعرض فيه قصة حياته، وكفاحه، ومعاناته مع فقدان بصره، ونجاحه رغم هذا كلّه، فطه حسين كاتب وأديب مصري عبقري كان قد فقد بصره نتيجة مرض أصابه في عينيه وهو في سن الثالثة، ومع ذلك ورغم أنّ العلم لم يكن شيئا أساسياً في ذلك الوقت، لم يُقعد المرض طه حسين عن العلم والتعلّم، فذهب إلى الكُتّاب، وتعلم هناك، رغم الصعوبات التي كان يعانيها في الذهاب والعودة، والكلام الجارح الذي كان يسمعه من الأطفال في سنه.


لم يكتفِ طه حسين بذلك، بل ذهب إلى جامعة الأزهر، ودرس الفقه رغم الصعوبات أيضاً، ثم سافر إلى فرنسا ومع مساعده الشخصي ليكمل دراسته هناك، وبالفعل فعل ما لا يفعله الكثير من الناس الأصحاء، وحصل على شهادة الدكتوراه من هناك، ولكنّه لم يتوقف عند ذلك الحد بل أصبح أستاذاً للتاريخ في إحدى الجامعات المصرية، وألّف الكثير من الكتب، منها كتاب الأيام الذي قرأته، وما أبهرني حقاً أنّه أصبح وزيراً للتعليم لفترة من الزمان رغم مرضه، كما أنّه تزوج من المرأة التي أحبّها، ولم يجعل الإعاقة تقف بينه وبين نجاحه وبناء حياته، وبناء أسرته.


الخاتمة

منذ ذلك اليوم الذي قرأت فيه الكتاب، وأنا شديدة التأثر بالكاتب طه حسين، فكلما ضعفت إرادتي عن الدراسة والإنجاز، تذكرت معاناته، وكفاحه، وإنجازاته، فحمدت الله على الصحة، وعدت لدراستي بهمة قوية.



الموضوع الثاني

المقدّمة

كل إنسان يحب أمه، ويعتبرها أفضل أم في العالم، فهي التي أنجبته إلى الحياة، وهي التي كبرته وربته حتى أصبح كما هو الآن، أمّا أنا فأحب أمي أضعافاً مضاعفة، ليس لأنها أمي فقط، بل لأنها صديقتي حين تركني كل أصدقائي، وقوتي في هذه الحياة، وسندي فيها، ولولاها لما أصبحت طبيباً كما أنا الآن.


أمي الداعمة

وُلدت منذ 26 عاماً بإعاقة في قدمي جعلت شكلها مشوهاً، وأثرت على طريقة مشيي، وأنا لم أكن أنتبه لذلك حتى دخلت المدرسة، فلاحظت خوف الأطفال مني، واستهزاءهم بشكل قدمي، وتقليدهم لي في المشي، وكان ذلك يحزنني كثيراً، ويجعلني أدخل يومياً إلى غرفتي وأستمر بالبكاء حتى أنام، وكانت أمي العزيزة تطرق على الباب كل يوم، وتأخذ بممازحتي، فتخبرني أجمل القصص والنكات، وتقويني، وتخبرني بأنني في نعمة كبيرة يجب أن أحمد الله عليها، وأن عندي من الحواس ما هو أكثر مما فقدت، وتقرأ لي قصص بعض الناجحين من مشاهير العالم مثل أديسون الذي كان أصم تماماً، وطه حسين الأديب العظيم رغم إعاقته، وأبي العلاء المعري، وغيرهم الكثيرون.


كانت تصطحبني إلى النوادي الرياضية، فأمارس فيها الرياضات التي تناسب حالتي الصحية مثل السباحة، والشطرنج وغيرهما، وقليلاً قليلاً استطعت أن أتقبل وضعي الصحي، وأثق بنفسي، وأصبح أكثر جرأة، فكوّنت صداقات كثيرة أثناء ممارستي للسباحة ولعبة الشطرنج، لقد كانوا أناساً واعيين لا تهمهم المظاهر، بل يهمهم شخصيتي وعقلي.


الخاتمة

استمرت أمي الغالية بتقويتي كلما تعبت أو حزنت، وظلّت تدعمني حتى أنهيت دراستي الثانوية بتفوق، والتحقت بكلية الطب، وها أنا اليوم أتخرج واحمل شهادتي، وأهديها لأمي الغالية من بين كل الموجودين في حياتي تكريماً لها على تأثيرها في مستقبلي ومصيري.



الموضوع الثالث

المقدمة

طلبت منّا معلّمتنا الغالية الكتابة عن شخصيّة مميّزة أثّرت بنا وبشخصيّاتنا، فانطلقت كل زميلاتي للكتابة، إلّا أنّ معلّمتي الرائعة لم تكن تعلم أنّها تلك الشخصية المؤثرة في حياتي، ومنحتها لوناً مشرقاً، وأنّها ستظلّ في ذاكرتي مهما طال الزمان.


معلّمتي

أنتظر قدوم الصباح وانطلاقي للمدرسة بتفاؤل وأمل بعد أن كنتُ قد كرهت التوجّه إليها في الماضي، وتكاسلتُ عن دراستي، وتخاذلتُ فيها، وها أنا أرتدي ملابسي وأتناول إفطاري، وأنطلق مسرعة في دروب العلم، فأرى وجهها المنير، وابتسامتها المشرقة من بين كلّ الوجوه في الطابور الصباحي، وأقف لأنشد السلام الملكي، والنشيد الوطنيّ بكل نشاط وحماس، فمعلّمتي هناء هي مَن أيقظتني من غفلتي بعدما كنت طالبة متكاسلة لفترة من الوقت لا أهتم سوى باللعب، والرسم، والنوم، ومشاهدة التلفاز.


لاحظت معلّمتي هناء شرودي في الفصل المدرسي، وانشغالي بالرسم على كرّاستي أثناء شرحها للدرس، فتقدّمت إلى جانبي مرّة ووضعت يدها على كتفي بحنان وابتسمت وقالت لي: كم هو جميل ما ترسمينه يا ابنتي!، هل يمكنكِ المرور عليّ في وقت فراغك؟ أنا موجودة في مكتبي، أشرت برأسي موافِقة، وكانت كلماتها هذه كمفتاح أمل أسعدني، فانتهزت فرصة غياب إحدى المعلّمات بسبب مرضها، واستأذنت معلّمتي التي جاءت لإشغالنا لأنطلق إلى مكتب المعلمة هناء، دخلت فوجدتها مبتسمة متواضعة كعادتها، وطلبت منّي أن أجلس وأحدّثها عن هواية الرسم لدي، وعمّا أحبّ أن أرسمه في وقت فراغي، وأخبرتني بأنّها هواية رائعة كانت تتمنّى لو أنّ الله منحها إيّاها، وأخبرتني أيضاً عن العديد من الشخصيات المعروفة التي عُرفت بفنّها إلى جانب علمها، فمنها من كان مهندساً ورسّاماً مثل ليوناردو دافنشي، وأنجلو وغيرهم، وكيف يُصبح الفنّ أجمل إن كان مع العلم، وطلبت منّي أن أحضر لها ما لديّ من رسومات يوم غدّ.


غادرتُ مكتبها وفيّ طاقة غريبة لم أشعر بها من قبل، ووصلتُ البيت ولملمتُ كلّ رسوماتي، وقد قررتُ أن أتغيّر فأعطي مدرستي حقّها، وأعطي موهبتي حقّها وأغدو فنانة كبيرة يتوّج اسمها التاريخ، وعندما حلّ الصباح وصلت إلى المدرسة، وركضت بأقصى قوّتي إلى مكتب معلّمتي الباسمة، وعرضتُ عليها رسوماتي فانبهرت بها، وطلبت منّي واحدة لتعلّقها في مكتبها، وأثنت على موهبتي وأهدتني دفتر رسم جميل وألوان زاهية كألوان حياتي بعد اليوم، وتركتني طالبة مجدّة تعطي موهبتها حقّها وعلمها حقّه، فما أجملك معلّمتي!


الخاتمة

ما أجمل الحياة عندما يكون فيها من يؤثّر فينا بالكلمة الطيّبة، والفعل الجميل مثلك معلّمتي، فأدامك الله لنا شعلة أمل.



للمزيد من المواضيع: تعبير قصير عن شخصية أعجبت بها، تعبير قصير عن شخصية قيادية