الموضوع الأول

المقدمة

طلبت منا معلمة مادة التربية الفنية أن نرسم رسمة حرة في بداية العام الدراسي الجديد، فيما ستكرّم المديرة صاحبة أجمل رسمة، انتابني أنا وصديقاتي الحماس خاصة بعد أن وزّعت علينا المعلمة الألوان الخشبية الجميلة ودفاتر الرسم، وانطلقت صديقاتي كل واحدة ترسم ما تحب، أمّا أنا ففكرتُ قليلاً ثم بدأتُ أرسم علم بلادي الذي أحب وأهوى.


حب الوطن

كانت المعلمة تتجوّل بيننا، وتطّلع على دفاترنا أثناء الرسم، فتتحدث مع هذه، وتثني على رسمة هذه، وتعطي رأيها لهذه، حتى وصلت عندي وكنت قد بدأتُ ألوّن علم بلادي الذي يرفرف عالياً فوق سارية المدرسة، فتقدّمت مني المعلمة وسألتني: ماذا ترسمين يا سما؟ فأخبرتها: أرسم أحبّ شيء إلى قلبي يا معلمتي، إنني أرسم وطني، ابتسمت معلمتي وقالت: يا لها من فكرة رائعة، لكن ما هو الوطن بنظرك يا سما؟

-الوطن يا معلمتي هو الأرض التي ولدنا عليها، ولها ننتمي، ونعيش فيها بسلام، فنذهب إلى مدرستنا، ونتعالج في مستشفياتها، ونستمتع في حدائقها وجبالها وسهولها، ونأكل من خيراتها وأشجارها المعطاءة، الوطن يا معلمتي هو أكثر من ذلك، هو روحي وقلبي.

فقالت ضاحكة: يا لك من فتاة لطيفة، أخبريني يا سما عن رسمتك أكثر.

فأشرتُ إلى مجموعة من الأطفال الذين ينشدون النشيد الوطني في مدرستهم بحب وحماس، وإلى جانبهم معلمة يدفعها حبها للوطن لتدريس هؤلاء الأطفال وتنشئتهم حتى يصبحوا شباب المستقبل، وقلت لها: هؤلاء كلهم يحبون وطنهم يا معلمتي.

-وماذا يفعل هؤلاء الشبّان يا سما؟

-إنّهم يتطوّعون لتنظيف شوارع الوطن الغالي، وطلاء أسوار الطرقات المتّسخة، وزراعة الأشجار في المساحات الفارغة.

-بارك الله فيك يا سما، هكذا يكون حب الوطن فعلاً، لكن لماذا علينا أن نحبّ أوطاننا يا بنيتي؟

فرفعت صديقتي ليلى يدها، وأجابت بعد أن سمحت لها المعلمة بذلك: وكيف لا نحب وطننا يا معلمتي وهو الأم؟ ففيه ولدنا وكبرنا، ومن مائه شربنا، وعلى أرضه لعبنا، ومن خيراته أكلنا، وفيه نعيش بأمان وسلام، كما نشعر فيه بالحماية دوماً.

قالت المعلمة: صدقت يا ليلى، نعم الفتيات أنتن.

ضحكت المعلمة، وقالت وهي تشير إلى طرف الصفحة: وما هذا هناك، وأشارت إلى الجندي الذي رسمته على حافة الرسمة يحمل البندقية.

فقلت: إنه جندي يدفعه حب بلاده لأن يقف ليل نهار على حدود هذا الوطن الغالي ليحرس أرضه، وليعيش كل هؤلاء بسلام.

فضحكت المعلمة، وضحكنا جميعا.


الخاتمة

ابتسمت معلمتي، وقد تلألأت في عينيها الدموع، وقالت: حب الوطن كالهواء يا عزيزاتي لا يستطيع الإنسان العيش بدونه، وعلى الرغم من أن كل بلاد العرب أوطاننا، إلّا أن للوطن نكهة أخرى لا يجدها الإنسان إلّا في أحضانه، فيارب احفظ وطننا وكل أوطان المسلمين من كل الشرور.



الموضوع الثاني

المقدمة

وطني هو أمّي الثانية، والحضن الدافئ الذي لا أشعر بالحنان إلّا فيه، وهذا أمر ليس غريباً؛ فحبّ الوطن جاء مع الإنسان منذ ولادته، والوطن يستحقّ منّا هذا الحب وأكثر، ومن لا يحبّ وطنه إنسان لا خير فيه، وفي حبّ الوطن قال الشاعر:

فيك عشقنا خطّ القلم

منك نسجنا لون العلمِ

وطني أنت القمح الأصفر

شمس تعلو حبٌّ يكبر


حبّ الوطن

إنّ حب الوطن هو الهواء الذي أتنفّسه، فحبّ الوطن موجود في كلّ الأنحاء، وأنا أراه في السماء الصافية التي تحلّق فيها الطيور بحريّة، وترفرف فيها أعلام وطني بألوانها الزاهية، وأراه في مياه الجداول الصافية والحقول الخضراء، وأراه في عيون رجال الجيش والشرطة الذين يضحّون بأرواحهم لحماية وطننا وحمايتنا، وأراه في قلب الآباء والأمّهات الذين يربّون أبناءهم بحب ليعمّروا هذا الوطن عندما يكبرون، أرى حبّ وطني في كل مكان؛ لأنّه في قلبي كبير جداً.


مظاهر حبّ الوطن

حب الوطن لا يكون بالقول فقط، ولا بإنشاد الأناشيد، أو كتابة القصائد، إنّ كل ذلك جميل، ولكنّ الأجمل أن يكون هناك أفعال تترجم هذا الحب، فنحن عندما نكبر ونتعلّم، فنكون علماء ومكتشفين نكون نحب الوطن فعلاً، وعندما نحافظ على شوارعه نظيفة، ونحافظ على أشجاره من الاقتلاع ونساعد في زراعة المزيد منها، وعندما نحافظ على المدارس، والحدائق، والمكتبات، والمؤسسات فلا نتلف ما فيها من أشياء نكون بذلك نحبّ الوطن، وعندما نساعد الفقراء والمحتاجين ليعيشوا حياة هانئة، وعندما ندعو لأوطاننا أن تظلّ بخير وسلام أيضاً، نحن نحب الوطن.


الخاتمة

الوطن هو كلّ ما نملك، وأغلى ما نملك، وهو الكنز الثمين الذي يجب أن نحافظ عليه مهما كلّفنا ذلك، وهو الحب الذي لا يموت مهما ابتعدنا عنه؛ لذا علينا أن نحبّه بقلوبنا، وأقوالنا، وأفعالنا وكل ما أوتينا من قوّة.



للمزيد من المواضيع: تعبير قصير عن الوطن، تعبير قصير عن الأرض