المقدمة

قال الشاعر:

جِئْتَ يَا رَمْضَانُ تَسْعَى

جِئْتَ بِالخَيْرِ العَمِيمْ

جِئْتَنَا أَهْلاً وَسَهْلاً 

لَيْتَكَ الشَّهْرُ المُقِيمْ


تتشابه شهور السنة في أيامها إلى أن يأتي شهر رمضان المبارك، ذلك الشهر الكريم الذي فرض الله تعالى على المسلمين فيه الصيام، يأتي حاملاً معه الفرح والسرور، والبهجة والخير، فيغيّر الناس نظام حياتهم المعتاد، وتمتلئ المساجد بالمصلين، وينتشر الخير في كل الأنحاء، فيا له من شهر كريم، يعمّ فيه الخير والبركة.


أول ليلة في رمضان

يبدأ الاستعداد لشهر رمضان قبل حلوله بأسابيع، إذ يزيّن الناس الشوارع بالأهلة والنجوم، والأضوية الجميلة الملونة، وفي اليوم الأخير من شهر شعبان، وبعد أن يُعلن على التلفاز مشاهدة هلال شهر رمضان يفرح الناس كثيراً، ويذهبون لأداء صلاة التراويح في المساجد، فتراها تزدحم بالناس، وعند انتهاء الصلاة يتوجه الناس إلى بيوتهم وقد اشتروا ما يلزم لوجبة السحور.


مع الساعة الرابعة فجراً أو قبل آذان الفجر بمدة يبدأ (المسحراتي) بالتجول بطبله في الشوارع لإيقاظ الناس لوجبة السحور، حيث يضرب على الطبل وينشد أناشيد جميلة تشجّع الإنسان على النهوض من نومه، نتناول وجبة السحور ونصلي صلاة الفجر جماعة، ونقرأ القرآن الكريم ثم نخلد إلى نومنا ثانية.


أول يوم في رمضان

في اليوم الأول من رمضان قد نشعر ببعض العطش والجوع اللذين يزولان بعد مضي أول أيام الشهر، وفي هذا اليوم نبدأ أنا وإخوتي وأبي بالتنافس في قراءة القرآن الكريم، والتسبيح فهو شهر الطاعات، فيما تدخل أمي إلى المطبخ بعد أن أنهت قراءة القرآن إلى المطبخ قبيل غروب الشمس لإعداد أشهى المأكولات والحلويات لنا، وما هي إلّا ساعات حتى تنبعث الروائح الشهية من المطبخ، فنبدأ بالتضور جوعاً ونشغل نفسنا بالتسبيح، وبعد فترة ليست بطويلة نجتمع نحن وجدي وجدتي على المائدة بانتظار أذان المغرب فيما تنشغل ألسنتنا بالدعاء، ويذهب أخي مُحسن لإرسال طبق طعام سكبته أمي لجيراننا، وما هي إلا لحظات حتى تنطلق مدافع الإطار فنتناول أشهى الأطباق دون إسراف، وننطلق لصلاة المغرب في المسجد ثمّ صلاة التراويح.


الخاتمة

بعد عودتنا من الصلاة تكون أمي الغالية قد أعدّت لنا طبقاً من الحلوى اللذيذة، فنتناوله سوياً في جلسة عائلية لطيفة، وننطلق إلى النوم استعداداً لصلاة القيام ويوم رمضاني جديد.