الموضوع الأول

المقدمة

يعمل أبي نجاراً يصنع الأثاث الجميل الذي ينال إعجاب الناس، وله ورشة يعمل فيها تقع في السوق القريب من منزلنا، وفي مرة من المرات أرسلتني أمي لأوصل لأبي طعام الغداء على ورشته هذه، ولما وصلت كان أبي يصنع سريراً جميلاً وقد شارف على الانتهاء منه، فسلمت عليه وأعطيته الطعام، وجلست لأستريح قليلاً.


إتقان العمل

جلستُ أراقب أبي مستمتعاً، وأرى كيف يحفر الخشب، ويدق المسامير، ويدهن بعناية، فأمضيتُ ساعات طويلة دون أن أشعر، شارفت الشمس على المغيب لكنّ أبي لم ينهِ السرير الذي كان بيده بعد، فاستغربت لذلك رغم أنّه كان شبه جاهز، فسألته وقد نفد صبري: أبي، لقد أطلت العمل في هذا السرير رغم أنّه يبدو جميلاً، فلم هذا كله؟

فقال: يبدو جميلاً يا بني لأنني عملتُ به بعناية وصبر، ولو أنني استعجلتُ به لما بدا بهذا الإتقان.

قلت: إتقان؟، وماذا يعني الإتقان يا أبي؟

قال: الإتقان يا بني يكون في العمل، ويعني القيام بأي عمل موكل إلينا بأحسن وجه يا عمر، دون غش، أو تقصير، أو استعجال قد يؤثر في جودة هذا العمل.

-وهل يكون ذلك في مهنتك أنت فقط يا أبي؟

-لا يا بني، فالإتقان مطلوب من أي شخص مهما كانت وظيفته، فالمعلم يجب أن يتقن تدريس طلابه، والحداد يجب أن يتقن في صناعة أدواته، والطبيب كذلك، حتى الأم في المنزل يجب أن تتقن عملها، وتدريس أبنائها، وإعداد الطعام وغيره، فكل إنسان مطالب بالإتقان يا عمر، فكما تحب أنت أن تشتري شيئاً جميلاً ومصنوعاً بشكل جيد، يحب الآخرين ذلك.

-فهمتك يا أبي، أتخيل لو أن كل إنسان أتقن عمله، فسيصبح المجتمع رائعاً جداً، كما أننا لن نحتاج إلى مشرفين أو مراقبين على الأعمال، فالمهندس يصمم الأبنية بأمانة، والبنّاء يبنيها ببراعة، وعامل النظافة ينظف الشوارع بجد، والمزارع يزرع ويحصد بإخلاص، كم هذا جميل!

-نعم يا بني، فأساس الإتقان هو أننا نستشعر مراقبة الله لنا، فلا نحتاج لمن يراقبنا لنقوم بأعمالنا على أحسن وجه.

-ممم، ولكن يا أبي كيف أتقن أنا عملي؟

-تستطيع أن تكون متقناً لعملك يا عمر عندما تقوم بواجباتك المدرسية بصبر وجد، وتحلّها على أكمل وجه، وتكون متقناً أيضاً عندما تفعل ما تطلبه منك أمك من مهام منزلية برفق وترتيب.

-نعم نعم، اليوم فهمت معنى الإتقان، وأعدك أن أكون متقناً لأعمالي دوماً.


الخاتمة

الإتقان في العمل صفة من صفات الإنسان الصالح الذي يشعر بمراقبة الله تعالى له، فيؤدي ما عليه بأحسن طريقة دون الحاجة لمراقبة الآخرين.



الموضوع الثاني

المقدمة

من هذه الآية الكريمة: (وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ)، نتعلّم سر العمل المُتقن، وهو أن نشعر دوماً أن الله يراقبنا عندما نعمل أي عمل، ونقصد بالإتقان أن يبذل الإنسان كل جهده حتى يكون الشيء الذي يعمله دقيقاً، وعلى أحسن وجه، ولإتقان العمل يجب أن يتحلّى الإنسان بصفتي الإخلاص، والأمانة.


إتقان العمل

من هذه الآية الكريمة: (وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ)، نتعلّم سر العمل المُتقن، وهو أن نشعر دوماً أن الله يراقبنا عندما نعمل أي عمل، ونقصد بالإتقان أن يبذل الإنسان كل جهده حتى يكون الشيء الذي يعمله دقيقاً، وعلى أحسن وجه، ولإتقان العمل يجب أن يتحلّى الإنسان بصفتي الإخلاص، والأمانة.


أشكال إتقان العمل

يكون إتقان العمل في كل الأعمال اليوميّة التي يقوم بها الإنسان صغيرة كانت أو كبيرة، والرسول صلّى الله عليه وسلّم يقول: (إنّ الله يحب إذا عمل أحدكم عملاً أن يتقنه)، ولذلك يجب علينا أن نفعل ما يحبّه الله تعالى ورسوله وهو الإتقان، والإتقان يكون في العبادات مثل التأنّي في الصلاة، والخشوع في أدائها، وكذلك في الحج مثلاً، ومن صور الإتقان: إتقان المعلّم لعمله، وهو ما يجعله يشرح المادة لطلابه مرات عديدة ليتأكد من فهمهم، ويجيب على أسئلتهم، ويعطيهم ما يحتاجون من وقته، ومن صور الإتقان أيضاً إتقان الطبيب، والفلاح، والحدّاد، وإتقان الباني لبنائه، والمهندس لتصميمه، والمتعهد عند شراء مواد البناء أمثلة على ذلك، حتى المهن الفنيّة مثل الرسم، والنحت، وتصميم الأزياء وغيرها تحتاج إلى الإتقان حتى يكون عملهم النهائي كامل وجميل.


منافع الإتقان

للإتقان إيجابيات كثيرة أوّلها أنّ الإنسان يكسب رضا الله تعالى عندما يكون مخلصاً في عمله، وثانيها أنّه يكسب حبّ الناس وثقتهم، وبالتالي يكسب الرزق لأنّ الناس سيقبلون عليه ليعمل لهم ما يريدون من أشياء، ثالثاً إنّ الإتقان يوفّر على الإنسان الوقت والجهد، فالشخص عندما يعمل الشيء بطريقة خاطئة سيحتاج إلى وقت طويل لإعادة إصلاحه، وجهد كبير، أمّا المجتمع فسيكون رائعاً إذا أتقن كل عامل ما يعمله، فلن يكون هناك انهيارات أو حوادث سير مثلاً إذا صمّم المهندسون ونفّذ ذلك العاملون بطريقة متقنة، وستكون الحدائق شديدة الجمال لو زُرعت بإتقان، والدوائر الحكومية خالية من المشاكل، والكثير من الأمور التي ستجعل المجتمع راقياً ومتطوراً.


الخاتمة

في الإتقان يحس الإنسان بالرضا عمّا أنجزه، ونحن عندما نتقن ما نقوم به من أعمال للآخرين يسخّر الله تعالى من يتقن لنا في أعمالنا، فسبحان من جعل الإخلاص والإتقان في العمل عبادة نؤجر عليها.



للمزيد من المواضيع: تعبير قصير عن العمل، تعبير قصير عن الأمانة