التعاون

قال تعالى: (وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَىٰ ۖ وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ)، أمر الله عزّ وجل المسلمين في هذه الآية بالتعاون على الخير، والابتعاد عن التعاون على الأمور التي يكون فيها الشر، لأنّ ذلك لا يسمّى تعاوناً، والتعاون يعني مساعدة الناس في الأشياء التي لا يستطيعون فعلها وحدهم، فما أجمل هذا التعاون وما أجمل المتعاونين!


أهمية التعاون

للتعاون اهمية كبيرة في حياة الإنسان، فالتعاون أولاً يجلب له رضا الله وتوفيقه، فالله تعالى يرضى عن الإنسان عندما يراه يساعد أخيه الإنسان ويقف إلى جانبه عند الحاجة، كما أنّ الإنسان يحصل على محبة الآخرين واحترامهم عند تعاونه معهم، والإنسان عندما يساعد الناس يشعر بأنّ له فائدة في هذا المجتمع، ويجد من يعاونه عندما يحتاج إلى المساعدة في يوم ما، فالله سبحانه وتعالى خلق كلّ إنسان منّا وميّزه بشيء خاص عن الآخرين لذلك يحتاج الناس لبعضهم البعض في هذه الحياة حتى تستمر، والتعاون يجعل الإنسان يشعر بالسعادة والفرح عندما يرى سعادة الآخرين بما قدّمه لهم، أليس هذا جميل!


أشكال التعاون

التعاون له الكثير من الأشكال في هذه الحياة، حيث يتعاون الأب مع الأم في أعمال المنزل وتربية أولادهم، وتتعاون الأم مع الأب في العمل خارج المنزل لجلب الرزق، ويتعاون الأبناء مع بعضهم البعض لمساعدة الأم في الأعمال المنزلية أيضاً، حتى الجيران يتعاونون فيما بينهم في العيد لصنع حلوى العيد وغيرها، وفي المدرسة يتعاون الأصدقاء مع بعضهم البعض في فهم الأشياء الصعبة، وفي الدراسة عند الامتحان، والمعلم يعاون طلبته على فهم المعلومات الصعبة، أمّا في المجتمع فيتعاون الأشخاص مع بعضهم البعض لبنائه وازدهاره، فالطبيب يعاون المرضى ليشفوا من أمراضهم، والمهندس يعاون الناس لبناء بيوتهم، وكل أصحاب المهن أيضاً يتعاونون لفعل الخير.


الخاتمة

التعاون خلق جميل، وعلينا أن نتعاون فيما بيننا جميعاً، لأنّ الإنسان لا يستطيع أن يعيش وحده في هذه الدنيا دون أن يحتاج لأحد، ومن يعاون الناس يجد من يعاونه، ومن لا يعاون الناس لا يجد من يقف إلى جانبه عند الحاجة.