الموضوع الأول

المقدمة

اليوم هو يوم ميلادي، وقد اعتاد والدي أن يهديني هدايا جميلة في هذه المناسبة، فما أشدّ حماسي اليوم لما سيهديني إيّاه أبي، حضر أبي من عمله يحمل هديتي المغلفة ففرحت كثيراً، ثمّ تقدّم إليّ وقبلني وطلب مني فتح الهدية، فإذا به كتاب كبير بعنوان "رجال حول الرسول"، تفاجأت من هذه الهدية، وأصبت بقليل من الحزن؛ لأنني كنت أتوقع هدية غير الكتاب، فابتسم أبي وقال: أعلم أنّك لم تكن تتوقع هذه الهدية، لكنني أعدك بأن تغيّر رأيك عند قراءة أو قصة حول أحد الصحابة الكرام من هذا الكتاب، فماذا تريد أن نقرأ؟ ابتسمت وقلت له: فلنقرأ عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه.


عمر بن الخطاب رضي الله عنه

قلت لأبي: قرأت كثيراً عن شخصية عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وأحببته كثيراً لما فعله من أجل إعلاء كلمة الله تعالى، والدفاع عن دينه، فعمر بن الخطاب هو ثاني خليفة للمسلمين بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلّم، وقد عرف بعدله، وخوفه الشديد من الله تعالى، وهو من العشرة المبشرين بالجنة فيا لحظّه!.


فردّ علي: لا يا حسام، فسيدنا عمر فعل الكثير الكثير من أجل الإسلام والمسلمين، لذا بشره رسول الله بالجنة، أي أنّ أفعاله هي ما جعلته مبشراً بالجنة لا حظه.

فقالت أختي سلمى: وماذا فعل سيدنا عمر يا أبي؟

ردّ أبي: لقد حكم سيدنا عمر بالعدل يا سلمى، ففي عهده اختفى الظلم، حيث كان يعاقب الظالم على ظلمه ولو كان من الأغنياء أصحاب القوة، وكان ينصف المظلوم ولو كان ضعيفاً فقيراً، كما كان يعتبر نفسه مكلفاً بخدمة المسلمين واحداً منهم، وليس والياً عليهم لذا أحبه الناس.

فقلت أنا: وقد قام بالعديد من المعارك والحروب يا سلمى، ووسع الدولة الإسلامية حتى وصلت الشام والعراق وليبيا، كما فُتح في عهده بيت المقدس.

قالت أمي: وفي عهده أيضاً أمر بالبدء بالتقويم الهجري الذي نتبعه اليوم يا حسام.

قال أبي: كان -رضي الله عنه- قوياً شديداً، لا يخاف أحداً، فعند إسلامه وقف عند الكعبة، وأخبر الجميع بأنّه قد أسلم، وأنّ على من أراد مواجهته وقتاله اللحاق به، فلم يلحق به أحد لقوّته.

فقالت أمي: هذا صحيح، حتى أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان يدعي فيقول: "اللهم أعز الإسلام بأحد العمرين"، أي عمرو بن هشام أو عمر بن الخطاب، ففاز عمر بن الخطاب بهذه النعمة.


الخاتمة

نظر لي أبي، وقد انشغلت عن الحوار الذي دار بيننا بتقليب صفحات الكتاب، وقال لي: ها يا حسام، ما رأيك بهديتي لك الآن؟ فابتسمت وأنا أضم الكتاب الثمين إلى صدري وقلت: إنّها أفضل هدية حظيت بها على الإطلاق يا أبي، وانطلقت إلى غرفتي لقراءة المزيد عن صحابة رسول الله الأجلّاء والتعرف عليهم.



الموضوع الثاني

المقدمة

عمر بن الخطّاب هو أحد صحابة رسول الله المقرّبين، وهو من العشرة المبشّرين بالجنّة، وثالث الخلفاء الراشدين، كان سفير قريش للقبائل الأخرى؛ لأنّه كان يعرف القراءة والكتابة، وكان فصيحاً أيضاً.


شخصيّة عمر بن الخطّاب

تميّز هذا الصحابي بالعديد من الصفات، فقد كان طويلاً، أصلع الرأس، وبشرته حمراء، أمّا عن صفاته الشخصيّة، فقد كان حازماً، وإرادته القويّة، كما عُرف بحكمته وذكائه، وحُسن التصرّف، وحمله للمسؤولية، وقد كان -رضي الله عنه- جدّياً لا يضحك كثيراً، ومعروفاً بالفطنة والفراسة، لا يخشى في الحقّ أحداً، إلّا أنّه وبالرغم من ذلك عُرف بالرحمة، والعدل، فقد شهد له الكثيرون أنّه كان شديداً وليس عنيفاً، وليّناً وليس ضعيفاً، وقادراً على حمل مسؤوليات الخلافة.


وقد سُمي بالفاروق، وبأمير المؤمنين، وقد استحقّ سيّدنا عمر بن الخطّاب هذا اللقب بسبب العديد من مواقف التاريخ التي تشهد على ذلك، والتي كان أوّلها ما حدث بعد إسلامه مباشرة، إذ وقف أمام قومه حاملاً سيفه ومعلناً عن دينه الجديد، منادياً مَن يريد قتاله من قريش لئن يلاقيه خلف الوادي، فلم يتبعه أحد.


ومن المواقف التي تشهد على حبّه للدين الإسلامي، وانتمائه الشديد له بعد أن آمن مشاركته في غزوة بدر ومواجهة خاله العاص بن هشام، وقتله ليثبت أنّ حبّه للدين أقوى من حبّه لعشيرته، أمّا عن المواقف التي تدلّ على ثباته وقوّة إرادته فموقفه في غزوة حنين التي ثبت فيها مع مجموعة من الصحابة للدفاع عن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- وحمايته عندما تراجع عنه بعض المسلمين، إلى أن نصرهم الله وأنزل سكينته عليهم، وغيره الكثير.


الخاتمة

لنا في الصحابة قدوة حسنة، وعمر بن الخطّاب -رضي الله عنه- واحداً من هؤلاء الذين علينا أن نتمعّن في سيرهم، لنأخذ عنهم ونتخلّق بأخلاقهم، فما أعظم الإسلام وما أروع أن نكون كلّنا عمراً!



للمزيد من المواضيع: تعبير قصير عن شخصية أعجبت بها، تعبير قصير عن شخصية أثرت في حياتي