الموضوع الأول

المقدمة

ها هو أخي محمد يحزم أمتعته، ويعدّ نفسه للسفر إلى أمريكا لإتمام دراسته هناك في التخصص الذي أحبه، وأنا أنظر إلى أمي وأبي الحزينين على فراقه بحزن وشفقة، لذا ذهبت إلى غرفة محمد وطلبت منه أن أحدثه على انفراد، فدعاني للجلوس.


طلب العلم

جلست وطلبت من أخي ألّا يسافر، فهو يرى حال أمي المسكينة والدمعة لا تفارقها منذ أيام، وحال أبي الذي أصبح يجلس دون أن يتكلم كلمة واحدة طوال اليوم، "أرجوك يا أخي محمد لا تسافر"، فقال: صغيرتي روان، أنا أتألم من موضوع السفر مثلكم تماماً بل أكثر، فأنا سأكون وحيداً هناك بينما أنتم هنا عائلة لم تنقص إلّا فرداً واحداً، وبالرغم من ذلك قررت السفر، ألم تسألي نفسك لماذا؟

-بلى يا أخي، ولم أجد جواباً.

-حبيبتي، إنّ طلب العلم واجب على كل شخص فينا، فإن وجده في المكان الذي يعيش فيه درس في هذا المكان، لكن إن لم يجده إلّا في دولة أو مدينة أخرى فعليه السفر للتعلم، فالعلم يا حبيبتي أمر عظيم يستحق منّا التعب، والسفر، والسعي لأجله، وأظنك تعلمين أنّ السلف الصالح والتابعين والأئمة أمثال الإمام البخاري كانوا يسافرون من بلد إلى بلد رغم مشقة السفر حينها ليتتلمذوا على يد شيخ ما، أو حتى ليلتقوا راوي حديث ما أو غيرها من الأمور.

-ولكننا سنشتاق لك.

-وأنا سأشتاق لكم طبعاً، لكن هذا لن يثنيني عن اكتساب المعرفة، لتعليمها ونقلها لطلاب علم آخرين عندما أعود، فالعلم هو نور الدروب يا حبيبتي.

-أفهمك.

-كما أن طلب العلم عبادة يا روان، أتعلمين ذلك؟ فالإنسان إن أخلص النية لله تعالى أثناء طلبه للعلم حقق الأجر والثواب، ونال رضا الله تعالى، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (مَن سلك طريقًا يبتغي فيه علمًا؛ سهَّل الله له طريقًا إلى الجنة).


الخاتمة

دخل أبي الغرفة بعد أن طرق الباب وقال: تعلم يا بني أنّ فراقك صعب علينا جميعاً، لكنّ الضرورة تناديك لتسافر وتتعلم، وتتنوّر، وتحصّل بجدّك أفضل الدرجات، ثمّ تعود لوطنك لتنفع بما تعلّمت زملاءك، ومجتمعك.


الموضوع الثاني

المقدمة

يُقصد بطلب العلم المشي في كلّ طريق قد يكسبنا العلم والمعلومات، وفي قديم الزمان كان طلب العلم شاقاً يتطلّب من الإنسان أن يسافر إلى العديد من البلدان للقاء المعلّمين والتعلّم على يدهم، أمّا الآن فنحن نتعلم في المدارس، والجامعات، وعن طريق الكتب والإنترنت، وهذا الأمر يُسهّل علينا هذه المهمة، ويدفعنا لاكتساب العلم في كلّ فرصة، وطلب العلم أمر ضروري حثّ عليه القرآن، فكما جاء في سورة العلق: (اقرأ باسمِ ربِّكَ الَّذي خلَق)، وقيل قديماً "اطلب العلم ولو في الصين" لأهميّته.


أهميّة طلب العلم

لطلب العلم أهمية عظيمة فبدون العلم سيصدّق الإنسان كل ما يُقال له من خرافات قد تؤذيه، أمّا بالعلم فسيضيء عقله ويميّز الصحيح من الخاطئ، وبطلب العلم نستطيع أن نتعلّم أمور الدين، فنقرأ القرآن ونفهمه، ونقرأ الأحاديث النبويّة، ونفهم ما تحتويه الكتب من معلومات، كما أنّ طلب العلم هو الذي سيبني لنا مستقبلنا، ويمكّننا من الحصول على الرزق عن طريق ما سنصبح عليه من أصحاب مهن في المستقبل، وطلب العلم هو الطريق لتقدّم المجتمع ونهضته، وبروزه بين الأمم الأخرى، وهو طريقنا إلى الاختراعات الجديدة والمفيدة التي سيشهدها العصر في السنوات القادمة.


آداب طلب العلم

لطلب العلم آداب يجب على طالب العلم أن يتّصف بها، وأوّلها احترام العلماء والمدرّسين، والتأدّب عند الحديث معهم، فكما قيل قديماً: "مَن علّمني حرفاً كنتُ له عبداً"، كما أنّ علينا أن نختار الموثوقين من العلماء لنأخذ عنهم العلم الصحيح، وثالث هذه الآداب هو نقل المعلومات لكلّ من يسأل عنها ويحتاجها، وعدم كتمانها لكي لا يموت العلم مع موت أصحابه، ففي نقل العلم نفيد الوطن والأمّة، بالإضافة إلى ضرورة التحلّي بالصبر عند البحث عن هذا العلم، والتواضع مهما ارتفعنا في هذا الطريق الطويل.


الخاتمة

طلب العلم واجب على كلّ فرد مهما كان عمره، فلولا العلم وطلبه لما وصلنا إلى ما نحن عليه من تقدّم في مجال الطب، والعلوم، والثقافة والمعرفة، وغيرها، وعلى طالب العلم التحلّي بأخلاق كثيرة في رحلة علمه هذه، أوّها الصبر، واحترام المعلّم، والتواضع.



للمزيد من المواضيع: تعبير عن فوائد العلم، تعبير قصير عن العمل