المقدمة

دقت الساعة السادسة صباحاً، فقمت من سريري وارتديت زيي المدرسي بحزن، ولما رأتني والدتي سألتني عن سبب حزني فقالت: ما بك اليوم يا وليد على غير عادتك؟ فأنت تستيقظ كل يوم غاية في النشاط والحماس؟ فأجبتها: اليوم هو آخر أيام العام الدراسي يا أمي، وأنا حزين لفراق مدرستي حتى العام القادم، فأنت تعلمين كم أحبّها، مسحت أمي على رأسي وقالت: هوّن عليك يا بني، وداع المدرسة أمر صعب لطالب مجتهد مثلك، لكن العطلة الصيفية جميلة أيضاً.


وداع المدرسة

ودّعتُ أمي وسرتُ في طريق المدرسة المعتاد وقد أحسسته طويلاً جداً اليوم على غير العادة، وكنت أفكر كيف سيكون اليوم وهو آخر يوم سأسير فيه إلى المدرسة حتى الفصل المقبل؟ وكيف سأودّع أصدقائي الذين اعتدت على رؤيتهم والمرح معهم كل يوم؟ وكيف لن أرى أساتذتي الذين أحبهم إلى ذلك الحين، كل هذه الأفكار أحزنتني فدمعت عيناي.


وصلت إلى المدرسة وكان الجو كئيباً، فأنا لم أرى أصدقائي يلعبون ويمرحون في الساحة كالعادة، بل كانوا جالسين بحزن مثلي، ولم أسمع الإذاعة المدرسية، ولم نصطف طوابير صباحية كالمعتاد، بل صعدنا إلى صفوفنا بانتظام وحسب، وفي الصف قدّمنا آخر امتحان لدينا وأردنا المغادرة، لكن المعلم طلب منا البقاء قليلاً، وبينما نحن جالسين دخل المعلم يحمل بيده قالباً من الحلوى، وكيساً كبيراً تبين لنا فيما بعد أن فيه هدية صغيرة لكل واحد منّا، فطلب منا الاقتراب منه والجلوس حوله، ففعلنا، تناولنا الحلوى وأخذ المعلم يحدّثنا عن النشاطات التي يمكن أن نقوم بها في العطلة الصيفية، والزيارات التي نستطيع تبادلها، والمهارات التي يمكننا تطويرها عن طريق الدورات والنوادي، وشاركنا في بعض الألعاب، وألقى على مسامعنا بعض النكات اللطيفة، حتى ضحكنا جميعاً وتغيّر حالنا، ثم تودّعنا برفق وانطلقنا نحو إجازة ممتعة.


الخاتمة

المدرسة هي بيتنا الثاني الذي نحب، ولا بدّ لنا من فراقها كل عام، لكن يجب علينا ألا نجعل هذا الفراق يحزننا، بل علينا أن نجعله بداية لعطلة صيفية مفيدة وممتعة، وغنية بالمغامرات والأنشطة، والزيارات العائلية، وأن نحرص فيها على تنمية مهاراتنا وممارسة هوايتنا، وأن ننتبه حتى لا تنتهي دون أن نستفيد منها.