المقدمة

في إحدى السهرات العائلية كنا نجلس مع أمي وأبي ونشاهد برنامجاً وثائقياً يصوّر حياة الأدغال في أفريقيا، لقد كان برنامجاً مشوقاً يعرض أنواع الحيوانات الموجودة في البراري الأفريقية، كالنمور، والحمر الوحشية، والزرافات وغيرها، وفي لقطة ما كان قطيع الحمر الوحشية يسير بهدوء في البراري حتى انقض عليها أسد ضخم ففرت هاربة جميعها، فيما ظل هو يطارد إحداها حتى أمسك بها وجعلها غذاء له، نظرنا إلى المشهد باستغراب وقلنا معا: يا له من حيوان قوي!.


الأسد الشجاع

أكل الأسد الحمار الوحشي الذي اصطاده، وقد سمح لبقية الأسود بمشاركته فريسته، ثم أدار ظهره ومشى مختالاً حتى وصل شجرة عالية، فقفز قفزة أوصلته إلى غصن من أغصانها فجلس عليه بهدوء يراقب البرية من الأعلى، سألت أبي: أبي لماذا يسمى الأسد بملك الغابة رغم أنّ هناك في البرية من الحيوانات ما هو أكبر منه، مثل الفيل، أو الزرافة أو غيرهما؟ فقال لي والدي: لم يخطئ من سمى الأٍسد ملك الغابة يا بني، فشكل هذا الحيوان وضخامته، وتلك اللبدة (طوق الشعر) التي تلتف حول رقبته، ولونه المائل إلى البني، بالإضافة إلى طريقة مشيته تخولانه لأن يُسمى بملك الغابة، لكن ذلك لا يكفي حيث يمتلك الأسد صفات عديدة تجعله ملك الغابة فعلاً.


يتميّز الأسد بشجاعته وصبره في اصطياد فرائسه، فهو مستعد لأن ينقض على قطيع كامل من الحمر الوحشية، أو الغزلان، أو الثيران أو غيرها من الحيوانات دون خوف، ويستمر بمطاردة إحداها دون كلل أو ملل حتى يصطاده كما رأيت، لكن أتعلم يا سلطان أن الأسد لا ينجح إلا في ربع محاولات الصيد التي يقوم بها؟! ومع ذلك لا ييأس ويستمر في الخروج للصيد لإطعام نفسه وأشباله، وأثناء حديث والدي أطلق الأسد صوتاً عالياً مخيفاً فرّت بسببه جميع الحيوان، وارتعبت أنا فنظر إلي والدي وضحك طويلاً وقال: أسمعت (زئيراً) كهذا لحيوان آخر غير الأسد؟ بالطبع لا، فالأسد حيوان مميز بكل شيء كما ترى.


الخاتمة

يتميز الأسد بقوته وشجاعته، وصبره، وعدم يأسه عند اصطياد الفرائس، لذا فإنه حيوان عظيم يستحق أن يسمى ملك الغابة.