المقدمة
ديننا هو دين رائع وسمح، فهو دين يهتم بالمعاملة بين البشر أنفسهم، ولا يهتم بعلاقة الإنسان بخالقه فقط والعبادات التي يؤديها له، لذلك هو دين يدعو للخير، والبرّ، والتسامح بين الناس، ويجعلها سبباً للأجر والثواب من عند الله تعالى، ومن أوجه الخير التي يستطيع الإنسان أن يقوم بها بكل بساطة في حياته اليومية (الابتسامة)، نعم فالابتسامة في وجه أخيك صدقة في ديننا السمح، وهل هناك أسهل من الابتسامة؟!.
سحر الابتسامة
جلستُ حزينة وقد غادرت وجهي الابتسامة، فاليوم لم يكن جيداً بالنسبة لي، وقد حصلت على علامة ليست كاملة في امتحان التربية الإسلامية، ومنذ أن رجعت من المدرسة ودخلت البيت لا أذكر أنني كلمت أحداً، أو ابتسمتُ في وجهه، ولمّا رنّ الجرس وفتحت الباب ووجدته علياً صديق أخي خالد يريد اللعب معه لم أبتسم في وجهه أيضاً رغم صغر سنه وبراءته، ولم أرُد ابتسامته بابتسامة مثلها، فناداني أبي للجلوس إلى جانبه.
قال أبي: لم تحرمين نفسك من الأجر والثواب اليوم يا صفا؟
قلت: لم أفهم قصدك يا والدي، أي أجر وثواب؟
قال: ألم يقل نبيّك الكريم -صلى الله عليه وسلم- "تبسّمك في وجه أخيك صدقة"؟.
فابتسمتُ وقلت: ليس لي طاقة على الابتسام اليوم يا والدي، ثم هل هذا الحديث صحيح وجاء بمعنى الابتسام بحق، أم له معنى آخر؟
قال والدي: نعم يا ابنتي إنّه صحيح، فقد كان رسول الله -صلى الله عليه وسلّم- خير مثال في البشاشة وطلاقة الوجه، رغم أنّه كان يحمل أثقل مهمة على وجه الأرض وهي دعوة المشركين إلى الإسلام، ورغم ما كان يتلقاه من بطش وأذى من هؤلاء، فمن نحن حتى لا نبتسم؟ وما هي همومنا تلك التي نقارنها بهم الدعوة وهم إيذاء الكفار؟
خفضت رأسي بخجل وقلت: ولكن لماذا جعل الله تعالى الابتسامة كأنها صدقة يا أبي؟
قال أبي: لأهميتها يا ابنتي، فالابتسامة تدعو للتفاؤل، والتفاؤل يعطي طاقة إيجابية، والطاقة الإيجابية تحفّز الإنسان على النشاط والعمل، والإنجاز، والابتسامة أمر معدٍ، بمعنى أنّك إن رأيتني أبتسم في وجهك فإنك على الأغلب ستبتسمين لي وهكذا، وبذلك سيصبح المجتمع كله بشوشاً، مشحوناً بطاقة إيجابية تدعو للتفاؤل والجد والعمل، أهناك ما هو أجمل من ذلك؟
-لا يا أبي، معك حق فكل شيء مقدّر ومكتوب من عند الله تعالى، فلِم الحزن وعدم الابتسام!.
الخاتمة
الابتسامة هي مفتاح دخول الشخص لقلوب الآخرين، وهي سبب للتفاؤل والطاقة الإيجابية، لذا لنزيّن وجوهنا بالابتسامة، ولنحصد بها الأجر والثواب.