عمر بن الخطّاب

عمر بن الخطّاب، -رضي الله عنه- هو أحد صحابة رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، ومن المقرّبين منه، إضافةً لكونه ثاني الخلفاء الرّاشدين، وقد كان يتميّز ببأسه وشجاعته، وزهده وعدله، وإيمانه العظيم، وشدّة خوفه من الله تعالى وعقابه، فانعكست هذه الأخلاق على حياته وأفعاله.


صفات عمر بن الخطّاب

قرأت لنا المعلّمة سيرة عمر بن الخطّاب، وشرحت لنا لماذا لقّب بالفاروق، حيث قالت: كان عمر بن الخطّاب يميّز بين الحقّ والباطل، حتّى أطلق رسول الله عليه وسلّم لقب الفاروق، حيث قال:

"إنَّ الله جعل الحقَّ على لِسان عمر وقلبه، وهو الفاروق، فرّق الله به بين الحقِّ والباطل"، ثمّ بدأت المعلّمة تسرد لنا الحكايات عن بطولة عمر وشجاعته وصفاته العظيمة، حتى ارتسمت صورته في خيالي منذ لحظة دخوله الإسلام، وكيف تحوّل من رجلٍ قاسٍ إلى رجلٍ ينير وجهه بنور الإيمان، وكان رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يدعو دوماً بأن يهدي الله عمراً، حيث قال:"اللَّهمَّ أعزَّ الإسلامَ بأحبِّ هذينِ الرَّجُلَيْنِ إليكَ بأبي جَهْلٍ أو بعُمرَ بنِ الخطَّابِ قالَ: وَكانَ أحبَّهما إليهِ عمرُ".


أذاع هذا الصحابي الجليل خبر اعتناقه للدّين الإسلامي في قريش كلّها دون أن يخشى من بطشهم وغدرهم، فازداد عداء قريشٍ للمسلمين، وعندما تأهب عمر لرحلته إلى المدينة المنوّرة حمل سيفه، وخاطب المشركين قائلاً: "من أراد أن يثكل أمه أو ييتم ولده أو يرمل زوجته فليلقني وراء هذا الوادي"، فلم يلحقه أحد، وتابعت المعلّمة حديثها عن عمر بعد أن أصبح خليفة المؤمنين بعد وفاة أبي بكرٍ الصّديق، فقالت أنّه كان دائم الانشغال بأحوال المسلمين وحاجياتهم ومتطلباتهم، ويُروى أنه في إحدى المرّات خرج ذات ليلةٍ ليتفقّد أحوال المسلمين، فسمع أنين امرأة، ولما اقترب من مصدر الصّوت وجد رجلاً فسلّم عليه وسأله عن حاله، فأخبره بأنّه قدم من البادية وأن زوجته قد جاءها المخاض وليس عندها أحد، فانطلق عمر إلى بيته مسرعاً وأحضر امرأته بعد أن أخبرها بحال المرأة التي جاءها المخاض وحيدةً، وحملت معه كلّ ما تحتاجه المرأة من سمنٍ وغذاء وانطلقا إليها، وبينما تعاون زوجة عمر المرأة جلس الفاروق يشعل النّار حتّى قيل بأنّ الدخان انبعث من لحيته، وكان زوج المرأة ينظر إليه متعجِّباً دون أن يعلم هوية الرّجل الذي جاء لمساعدته، فلما ولدت المرأة نادت زوجة عمر عليه، وأخبرته بأن يبشِّر صاحبه بأنّه قد رزق بغلام، فبشّر عمر الرجل بمولوده، وأرسل الطّعام لزوجته لتطعم المرأة، ووضع أمام الرّجل زاداً ليأكل.


الخاتمة

سير الخلفاء الرّاشدين وصحابة الرّسول فيها الكثير من المعاني والحكم النّبيلة، والتي يجب أن نتعلّم منها الكثير، وعلى وجه الخصوص سيرة الخليفة عمر بن الخطّاب الذي تشعر وأنت تقرأ عنه أنّك أمام رجلٍ عظيم، لن يتكرّر في التّاريخ بكلّ صفاته التي يجب أن يقتدي بها النّاس جميعاً.



للمزيد من المواضيع: تعبير عن شخصية تاريخية، تعبير عن شخصية قيادية