طلب العلم

العلم نورٌ ومنارةً تهدي البشر إلى أسرار الكون والحياة، وهو مفتاح المستقبل الواعد المشرق، وبالعلم تُبنى الأوطان وتنشأ الحضارات، فالعلم سلاحٌ يحمي الإنسان من تقلّبات الزّمان، وبالعلم وحده يكون تقدّم الإنسان، ممّا يُوجب عليه طلبه بكل الطرق، وقد بشّر الله عزَّ وجل طلّاب العلم، ووعدهم بالخير الكثير، حيث قال: (يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ).


أسباب طلب العلم

العلم هو النّور الذي يمحو عتمة الجهل، ويرسم الطّريق إلى مستقبلٍ مزهر، فبالعلم تكون رفعة الأوطان والإنسان، وفي قديم الزّمان بدأ الإنسان يتأمل الكون ويتعلّم ويعمل، ويعلّم ما تعلّمه للآخرين، فيزيدون عليه من فكرهم وما تعلّموه، حتّى وصلنا إلى كلّ هذا التطوّر، أمّا في الخير الذي يعود على طالب العلم، فعلمه يرفع من شأنه في بيته ومجتمعه، وبين النّاس أينما حلّ، إضافةً أنّه يعود بالخير الكثير على أسرته وحياته، وبيته حيث سيتعلّم كيف يبنيه ويربّي أبناءه على أسسٍ صحيحة يراعي فيها التعاون، والاحترام، والمسؤولية وكل تفاصيل الحياة، وقد حثّت الأديان السّماويّة جميعها على طلب العلم، والسير في الدّروب التي تؤدّي إليه، فقد قال الرّسول صلّى الله عليه وسّلم في هذا الشّأن: (من سلك طريقاً يلتمس فيه علماً، سهَّل اللهُ له طريقاً إلى الجنَّةِ)، لذلك كان للعلم مكانةٌ عظيمة في الأديان والشّرائع، فبالإضافةِ إلى أنّ العلم إعمارٌ للأرض من الطّبيعي بأنّ ينفع العلم النّافع صاحبه ومجتمعه ووطنه، ومن الأدلّة الأخرى على مكانة العلم وأهميته على المجتمع، قول نابليون بونابرت: "من فتح مدرسةً، أقفل سجناً".


آداب طلب العلم

ولطلب العلم آدابٌ أهمّها الإخلاص في طلبه، والسّعي إلى التعلّم دون كللٍ أو ملل، وعدم الاكتفاء بما تعلّمه، بل يجب عليه السّعي للتعلّم أكثر، إضافةً إلى احترام المعلّم والتواضع له، وتحمّل قساوته في بعض الحالات لأنَّها ستكون لصالح طالب العلم، فعلى الطّالب أن يجلس بين يدي معلّمه بأدبٍ واحترام، ويحسن الاستماع إلى كلّ ما يقوله، ولا يتردد أبداً في طرح الأسئلة التي ستزيد في فهمه، إضافةً إلى أنَه يجب على طالب العلم أن ينظّم وقته جيداً، فتنظيم الوقت من أهم الأمور التي تساهم في النّجاح، وعليه أن يستغل أوقات فراغه في قراءة الكتب التي ستزيده علماً وثقافة، وعند الالتزام بكل هذه الأمور يصبح طلب العلم يسيراً أمام طالبه.


الخاتمة

ختاماُ يجب أن نتعلّم بأن سلوك دروب العلم يجب أن يتمّ لنرقى بأنفسنا وأهلينا ومجتمعاتنا، وأن لا يكون لمجرّد الزّهو والتّفاخر بين النّاس، لأنّ الشّهادة إن نالها طالب العلم بهذا الهدف ستكون مجرّد ورقة لا تنفع، فيجب أن يكون العلم أولاً وأخيراً وفي كلّ وقت مزيناً بالأخلاق النّبيلة، إضافةً لتقدير من أخذنا عنهم العلوم كالأساتذة والمعلّمات، وحماية الصّروح العلميّة في كلّ مكان، ففي هذه الصّروح يتمّ إعداد أجيالٍ تتوّج بالعلم؛ لتخدم بلادها والعالم مستقبلاً.