الحج
يُعتبر الحج خامس الأركان الأساسيَّة التي بُني عليها الإسلام، وهي شهادة أن لا إله إلا الله، وأنّ محمداً رسول الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وصوم رمضان، وحج البيت من استطاع إليه سبيلا، والحج غفران للذنب، يطهّر القلب، ويقرّب الإنسان من الرب.
مفهوم الحج
عاد جدي من الحج محملاً بالهدايا الجميلة، والتمور اللّذيذة، فأخذ الناس يتوافدون علينا لتهنئته، كان جدّي سعيداً لأدائه هذه الفريضة لدرجة أنّه ظلّ يحدّث الناس عنها بشكلٍ مستمرٍ ليعرّفنا عليها، ويذكرنا بأهميّة تأديتها، وعندما سألت جدّي عن سبب ذهابه للحج كل هذه المدّة قال: الحج خامس الأركان التي بني عليها الإسلام، وفيه يتوجّه فيه المسلمون إلى مكةَ المكرّمة لأداء هذه الفريضة الدّينيّة، وهو واجبٌ على كلِّ مسلمٍ قادرٍ عليه مرّة واحدةً في العمر على الأقل، وللحج موسمٌ محدّد ومناسكُ خاصّة يقوم بها المسلمون كافةً، وفي الحج تُغسل القلوب، ويعود الإنسان كطفل ولدته أمّه يا بنيّ فكيف لا أتوجّه إليه سعيداً فرحاً!.
مناسك الحج
قال جدّي مستذكراً أيّامه في مكّة، وعيناه تفيض دمعاً: الحج يا بنيّ يبدأ من قلب المسلم حيث يعقد النية عليه، ويحرم، ولسانه يلبي طوال الطريق "لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إنّ الحمد والنعمة لك والملك، لا شريك لك"، حتى يصل إلى الكعبة المشرّفة شديدة السواد، فيخشع قلبه من جمالها ويطوف حولها سبعاً، كما يطوف في الصفا والمروة عدداً من الأشواط، ويصعد إلى منى ثم إلى عرفات فيدعو الله كثيراً مع جموع الحجّاج القادمين من شتى بقاع الأرض، وقد اجتمعوا لأداء الفريضة، وإرضاء خالقهم، فاجتمع كبيرهم مع صغيرهم، وغنيّهم مع فقيرهم، والأبيض منهم مع الأسود، فلا فرق بين عربي ولا أعجميّ إلّا بالتقوى.
ثم ينزلون إلى مزدلفة، ويقدّمون للخالق الأضاحي، ويحلق الرجال شعورهم أو يقصّرونها، ثم يطوفوا بعدها طواف الإفاضة ويرمون الجمرات، ثمّ يطوفوا طوافاً أخيراً هو الوداع، قبل أن يعودوا إلى ديارهم وقد اشتاق لهم الأحبة، والأهل، والأصدقاء.
الخاتمة
الحج ركن أساسي في الدين لمن استطاع أن يؤديه، وفيه تجتمع قلوب المسلمين جميعاً من شتى بقاع الأرض وتتوجه خاشعة لله تعالى، فيا رب ارزقنا بحج قريب تتطهر فيها القلوب، وتُمحى الذنوب.