المقدمة
لطالما نصحتني أمي باختيار صديق يكون لي سنداً وقت الحاجة، ولطالما سمعتُ الكثيرين يرددون "الصديق وقت الضيق"، لكنني لم أدرك معنى هذه المقولة حقاً إلا عندما وُضعتُ في موقف احتجتُ فيه لصديق حقيقي يقف إلى جانبي ويساندني، فوجدتُ صديقي بسّام، وبسام هو صديق الطفولة الذي لم أندم يوماً على رفقته، إلّا أنني وبعد موقفه الأخير ازددتُ تمسكاً به أكثر وأكثر.
الصديق وقت الضيق
كثيرون هم الأصدقاء وقت الراحة والسعادة واللهو، ولكنهم لا يكادون يتخطون عدد أصابع اليد الواحدة في المواقف الحقيقية، ومن المواقف الحقيقية التي مررتُ بها منذ أيام ذلك الموقف الذي صدمت به سيارة مسرعة أخي عدي أثناء عودته من المدرسة، في الوقت الذي كان أبي فيه مسافراً إلى الخارج في مهمة عمل، وبعد أن جاءنا الخبر ونُقل عدي إلى المستشفى هرع إليّ صديقي بسّام ووالده إلى المشفى للاطمئنان على عدي، وما تركونا لحظة خلال عمليته الجراحية التي أجراها في قدمه، ورافقوه إلى غرفته معنا حتى أفاق واطمأنوا عليه، كما أنّ والده أصرّ على دفع تكاليف المشفى، لكن أبي الذي جاء على عجل كان قد دفعها قبله.
خرج أخي إلى المنزل وزيارات بسّام لم تنقطع حتى تماثل عدي للشفاء، ولمّا شكرته ووالده على موقفهما لم يقبل بذلك وأخبرني بأن الصديق وقت الضيق، وأن مساعدته لصديقه في تلك الأثناء تكون واجباً عليه، لا فضلاً يجب أن نشكره عليه، بالضبط كما لو أن أخاك هو من قدّم لك المساعدة، فالصداقة أخوة من نوع آخر، وإنّ خير من علّمنا ذلك هو رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وأصحابه رضوان الله عليهم، فهذا سيدنا أبو بكر الصديق أول من يؤمن بالرسول الكريم، ويهاجر معه إلى المدينة دون أن يعير قريش -رغم قوتها- اهتماماً، وهذا سيدنا علي بن أبي طالب ينام في فراش الرسول حتى يحميه من بطش قريش، ويفديه بروحه، لذا علينا دوماً أن نبذل ما نستطيع بذله للأصدقاء في أفراحهم وأتراحهم، وأن نساعدهم وكأنهم إخوتنا الذين لم تلدهم أمهاتنا.
الخاتمة
على الإنسان أن يبحث عن الصديق الصدوق الذي يقف معه وقت الشدة، فيحزن لحزنه، ويفرح لفرحه، ويكون له السند الذي يحميه ويساعده عند الحاجة، فالصداقة كنز حقيقي علينا أن نحافظ عليه.
للمزيد من مواضيع التعبير: تعبير عن الصديق الوفي، تعبير عن وصف صديق