المقدمة

علمنا رسولنا الكريم التحلي بالكثير من الأخلاق الحميدة، والابتعاد عن الأخلاق الذميمة، وإنّ من أسوأ الطباع التي يجب أن نبتعد عنها هو طبع الطمع، والطمع يعني الرغبة في الحصول على كل شيء، وامتلاك المزيد منه دون النظر إلى حاجة الآخرين منه، وهو عكس القناعة والرضا، فالإنسان الطماع إنسان لا يملأ عينه إلّا التراب، وهو إنسان لا يشبع ولا يرضى بما قسمه الله له، بل يبحث دوماً عن المزيد وإن كان على حساب الآخرين.


طبع الطمع

قيل قديماً إن القناعة كنز لا يفنى، وقيل أيضاً إنّ الطمع ضر ما نفع، وهذان القولان صحيحان تماماً، فالإنسان القنوع إنسان مرتاح البال، راض بقضاء الله تعالى ورزقه الذي كتبه له، سعيد بما يملك ولو كان قليلاً، على عكس الإنسان الطماع الذي يظن أنّ كثرة المال هي ما يجلب السعادة، فينطلق في هذه الدنيا راكضاً ركض الوحوش حتى يحصل على المزيد وينسى أن العمر يمضي، فيترك عائلته ومن يحبونه وراء ظهره، ويجري ليجمع النقود ويكنزها، وهو بذلك يخسر كل شيء جميل في هذه الحياة دون أن يشعر.


والطمع خلق سيئ يجعل الإنسان حقوداً لا يحب الخير للآخرين، وأنانياً لا يريد الخير إلّا لنفسه، فلا يفرح لنجاح الآخرين ومكاسبهم، بل يجلس متحسراً مفكّراً ماذا يفعل حتى يخطف هذه الفرص لنفسه، وهذا يرهق عقله، وجسده، ويسرق راحة باله، فلا يحيا حياة سعيدة أبداً جزاء طمعه وأنايته اللذين نهانا عنهما الله تعالى ورسوله حينما قال: (لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه).


أضرار الطمع

للطمع أضرار كثيرة تلحق بالشخص نفسه فالإنسان الطماع إنسان غير محبوب، يشعر الجميع بأنه أناني فيبتعدون عنه، ويتجنبون التعامل معه، كما أنّه إنسان يعيش فقيراً ويموت فقيراً؛ فالطماع دوماً ما يشعر بأنه فقير، مهما امتلك من فرص وأموال، وهذا يجعله بخيلاً لا يحب الإنفاق، والطماع إنسان يضيع رضا الله تعالى عليه، فهو شخص لا يؤمن بحب الخير للآخرين، فلا يساعدهم، ولا يتحلى بالإيثار الذي دعانا إليه رسول الله -صلى الله عليه وسلم-.


الخاتمة

علينا جميعاً أن نبتعد عن الطمع، والأنانية والتفكير في أنفسنا فقط، بل يجب علينا دوماً التفكير بالآخرين، ومساعدتهم كما أمرنا الله تعالى ورسوله، فمن يعرف أنّ رزقه مكتوب منذ ولادته لا يقضي حياته ركضاً وراء النقود وغيرها وينسى ما هو أهم!.