العصر الجاهلي

نقصد بالعصر الجاهلي ذلك العصر الذي سبق بعثة النبي صلى الله عليه وسلّم، وقد سُمّي بالعصر الجاهلي عقب ظهور الإسلام، أمّا عن سبب تسميته بهذا الاسم، فهو الجهل الذي كان منتشراً بين العرب في تلك الحقبة الزمنيّة بالدين؛ لأنهم كانوا يعبدون أصناماُ لا تضر ولا تنفع، إضافةً إلى الصراعات والنزاعات التي كانت تنشب بينهم، والتي كانت تسمّى (النزاعات القبليّة) بشكلٍ مستمر.


خصائص العصر الجاهلي

عاشت القبائل العربيّة في العصر الجاهلي على الثارات والنزاعات والحروب، فقد كانت حميتهم ونزعتهم القبليّة تقودهم للاقتتال، وشنّ حروب تدوم لأعوام طويلة، ومن أشهر تلك الحروب حرب (داحس والغبراء)، وحرب (البسوس) اللتين استمرتا لعشرات السنين، وذهب ضحيتها عدد كبير جداً من الضحايا.


أما الاقتصاد في العصر الجاهلي فقد كان يرتكز على التجارة والزراعة، إضافةُ لتربية المواشي، وكانت تتميّز قريش بأنّها المركز التجاري العربي بسبب موقعها، ولأنها كانت مقصداً للحجاج، إضافة إلى أنّ القوافل كانت تنطلق من مكّة باتجاه بلاد الشام صيفاً، وباتجاه اليمن في فصل الشتاء، فيما كانت القبائل دائمة الترحال بحثاً عن الكلأ والماء في جميع أنحاء الجزيرة العربيّة.


أما عن الوضع السياسي في العصر الجاهلي، فقد تشكلت العديد من الممالك في أنحاء الجزيرة العربيّة، وكانت العلاقة التي قامت عليها تلك الممالك علاقة اقتصاديّة وسياسيّة، ومن تلك الممالك مملكتيّ حضرموت وسبأ وغيرهما، إلّا أن تلك الممالك لم تكن تنعم بالهدوء كما ذكرنا سابقاً.


وإن أردنا الحديث عن الوضع الأدبي في العصر الجاهلي فقد اشتهر العصر الجاهلي بأنه مهد الشعر والأدب، والفصاحة، وقد سمي بعصر المعلّقات وفحول الشعراء، ومنهم النابغة الذبياني والأعشى، وزهير بن أبي سلمى، وغيرهم، وقد عُرف أولئك بالفصاحة والبلاغة الفطرية التي لم تكن تدرَّس كما في عصرنا الحالي، وظهرت في هذا العصر مجموعة مميّزة من القصائد التي سُمّيت بالمعلّقات وما زالت تُتداول حتى يومنا هذا.


الخاتمة

لكلّ عصر من العصور إيجابياته وسلبياته، ورغم السلبيات العديدة للعصر الجاهلي، إلا أنّ له إيجابيات عديدة من أهمّها نقاء اللغة، وعمق معانيها، وما ورثناه عنه من أدب وفير.