المقدمة
قال الشاعر قديماً:
العلم يبني بيوتاً لا عماد لها
والجهل يهدم بيوت العزّ والكرم
إنّ هذا البيت الشعري هو من أصدق الأبيات التي يمكن أن يقرأها الإنسان، فالعلم هو أساس الحياة بنجاح، والجهل أساس الفشل في كل نواحيها، وإن ملك الإنسان ما ملكه من عز ومال وسلطان لا بدّ أن يتحلى بالعلم حتى يحافظ على هذا كلّه، وإلّا فإنه لن يستطيع المحافظة على ما يملك، وسيخسر كل شيء.
العلم نور
قلت لأبي يوماً: قلي يا أبي لماذا يقولون العلم نور والجهل ظلام؟
فقال أبي: هو كذلك يا حسام، فالعلم فعلاً نور يضيء لنا الطريق لنرى الأشياء من حولنا على حقيقتها، ويدفعنا لاكتشاف ما ينفعنا لنستفيد به، وما يضرنا لنبتعد عنه، أما الجهل يا حسام فهو بمثابة العتمة من حولنا يمنعنا من رؤية الطريق أمامنا فنمشي متخبطين بما حولنا، حتى أننا من الممكن أن نؤذي أنفسنا أثناء ذلك.
-ولكن يا أبي لقد عاش الإنسان سنوات طويلة قبل أن يتطور العلم ويصل إلى ما هو عليه الآن.
-بالطبع يا بني لكنه عانى من الكثير من الأمور في ذلك الزمان التي لم يكن يجد لها حلاً ولا تفسيراً، ففي الأزمنة القديمة كانت تصيب الإنسان الكثير من الأمراض مثلاً التي لم يكن يعرف لها سبباً ولا علاجاً فكانت تودي بحياة الكثيرين، أما اليوم وقد تطور العلم رويداً رويداً ها هو الإنسان يعرف هذه الأمراض، وأسبابها، وعلاجاتها فينقذ الأرواح من الهلاك.
-معك حق يا أبي، ولكن كيف يكون الجهل ظلام؟
-الإنسان الجاهل يا حسام كما يقال عدو نفسه، فهو يضر نفسه بما لا يعرفه من حقائق ويعتقده من خرافات، وما يقوم به من سلوكات خاطئة قد تؤذي نفسه أو من حوله عن غير قصد منه، فهذا جاهل يتناول بعض الأدوية دون استشارة الطبيب ظناً منه أنه يداوي نفسه وهو يضرها، وها هو يتجه نحو المشعوذين والدجالين ليفسروا له بعض أمور حياته، ويغيب عن ذهنه أن الله تعالى هو مالك كل أمره، وهو الذي يقدّر له رزقه، فلا يعود عليه ذلك إلّا بالشر.
-وبالعلم يا أبي نعرف أمور ديننا أيضاً وليس أمور دنيانا فقط، فبالقراءة في القرآن الكريم وكتب السنة النبوية وأخبار الصحابة، ونتعلم أحكام الدين، وصفات الرسل عليهم السلام والصحابة والتابعين، ونقتدي بهم، ونتعلم كيف نتعامل مع الآخرين، فنكسب بذلك رضا الله تعالى، ونفهم أمور دنيانا كما يجب أيضاً.
-أحسنت يا بني، لذا علينا دوماً أن نسير في طرق العلم، ونكتسبه بكل السبل، ونبتعد عن الجهل، ونعوذ بالله تعالى منه.
الخاتمة
العلم كالمصباح يضيء الطريق لحامله فيجعله يرى الأشياء على حقيقتها، فينتفع بما ينفعه منها ويبتعد عما يضره، والجهل كالفخ يضر من يقع به لذا علينا اجتنابه.