المقدمة
قال الشاعر:
العلم يبني بيوتاً لا عماد لها *** والجهل يهدم بيت العزّ والكرم
في حياتنا أشياء مهمة جداً لا نستطيع العيش بدونها، وحتى إن استطعنا ذلك لن تكون حياتنا جيدة بالشكل المطلوب، ومن هذه الأشياء العلم، والأخلاق، والحب وغيرها من الأمور، وفي هذه الحياة أيضاً أشياء أقل أهمية ممّا ذكرنا سابقاً كالجاه والمال، وما يحققانه لنا من متع.
المال والعلم
سألت معلمّتنا يوماً سؤالاً وجّهته لنا جميعاً، فقالت: قولوا لي يا أبنائي ما أكثر الأشياء أهمية بالنسبة لكل واحد منكم في هذه الحياة؟
فتعددت إجاباتنا، حيث قلت أنا: إنّ أكثر الأشياء أهمية بالنسبة لي في هذه الحياة هي رضا الله تعالى عني يا معلمتي، ثم رضا والدي، واتفقنا أنا وزملائي على هذه الإجابة، وانتقلنا للأشياء التي تليها.
فقال فريد: إنّ أهم الأشياء بالنسبة لي يا معلمتي بعد رضا الله والوالدين، والصحة هو العلم، فأنا أحب العلم، وأشعر بأن الحياة لا يمكن أن تستمر بدونه.
ضحك صديقي سامر وقال: العلم! وما قيمة العلم بجانب المال؟
فقالت المعلمة: قلي يا سامر أترى بأن المال أهم من العلم؟
ابتسم سامر بخجل وقال: نعم يا معلمتي، لا سيما في الزمن الذي نعيش فيه الآن، حيث نستطيع شراء كل شيء بالمال، كل شيء.
قالت المعلمة: حسناً يا بني، ولكن قلي هل تستطيع شراء حب الناس بالمال؟ أو الصحة؟ أو السعادة وقت الحزن؟
قال سامر: مممم لا يا معلمتي.
ثم قالت: وهل ستستطيع الاستفادة مما ستشتريه بأموالك كلها بدون علم؟
-بالطبع يا معلمتي.
-حسناً، فلنفترض أنك لم تتعلم يا سامر، وهذا يعني أنك لا تجيد القراءة والكتابة، فكيف ستستفيد من هاتفك النقال بقراءة الرسائل، والاتصال، واستخدام الإنترنت وغيرها من الأمور؟ وكيف ستعلم ما ينفعك وما يضرّك من دون العلم، وكيف ستستخدم كل ما ستشتريه إن لم تتعلم طريقة استخدامه؟
قال صديقي شريف: ثم هل تضمن يا سامر أن يبقى معك مالك إلى آخر العمر؟ لكن العلم كنز يبقى مع الإنسان إلى آخر عمره، فينفع به الناس ويحصل على الأجر بذلك.
قال صهيب: والمال يجعلك في قلق دائم للحفاظ عليه من الخسارة، أو السرقة، أو الضياع أيضاً، وهذا لا يحدث مع العلم.
فقالت المعلمة: والعلم يا بني يعلّمك كيف تكسب محبة الآخرين واحترامهم، ومن خلاله تستطيع أيضاً جني المال، فأنا لا أقول إن المال غير مفيد، ولكنني أقول بأنه أقل أهمية من العلم ومن نعم كثيرة أنعم الله بها علينا.
قال سامر: معك حق يا معلمتي.
قالت المعلمة: إذن منذ اليوم يا أبنائي، ليكن العلم هو غايتنا في هذه الحياة، أما المال فهو وسيلة علينا أن نحسن استخدامها.
الخاتمة
العلم هو الأداة الأساسية التي يجب أن نمتلكها حتى نحيا برقي، وتحضّر فنكسب رضا الله تعالى، ومحبة الآخرين واحترامهم، والتقدّم في مجالات حياتنا، أمّا المال فهو زائل يجب على الإنسان ألّا يضيع عمره في كسبه والركض لجمعه.