المقدمة
خلق الله تعالى الإنسان بين مجموعة من الناس، وأمره بأن يتعايش معهم، ويتعامل معهم، إذ لا يستطيع الإنسان العيش بمفرده مهما امتلك من مال أو قوة أو نعم أخرى، وإنّ من أجمل الأشياء التي تجعل حياة الإنسان جميلة وذات معنى هي توجهه إلى العمل التطوعي، والذي يعني تقديم المساعدة المادية والمعنوية للمحتاجين وللمجتمع، ففي العمل التطوعي يشعر الإنسان بقيمته، ويحمد الله على ما وهبه إياه من نعم.
لذة العمل التطوعي
ها قد بدأت العطلة الصيفية، وقد جلست وحيداً في غرفة المعيشة بعد أن غادر إخوتي إلى مخيماتهم الصيفية، فأنا لا أحب المخيمات الصيفية، وبينما أنا كذلك مرّ أبي بي وسألني إن كنت أشعر بالملل، فأجبته: بالطبع يا أبي، فليس أسوأ من أن يجلس الإنسان دون أن يجد ما يفعله.
فقال: إذن لماذا لا تشترك بأحد النوادي الرياضية إذن؟
قلت: لقد فعلت ذلك يا أبي، لكن النادي الرياضي لا يستهلك من وقتي أكثر من ثلاث ساعات في اليوم، وأنا كما تعلم أستيقظ باكراً فأشعر بطول اليوم، وبالتالي بالضجر.
فقال: ممم، حسناً لقد وجدت لك حلاً مناسباً لن تشكو الضجر بعده.
فقلت: وما هو يا والدي؟
فقال: إنه العمل التطوعي، نعم فلتعمل في إحدى الجمعيات الخيرية والمجتمعية المنتشرة هنا وهناك.
قلت: وماذا تقصد بالعمل التطوعي يا والدي؟
فقال: العمل التطوعي يا ولدي هو تقديم الخدمات للمجتمع والأشخاص الذين يحتاجون إلى المساعدة دون تلقي أي مردود مادي مقابل لمساعدتك هذه، بحيث يكون هدفك هو نيل رضا الله تعالى، وتحقيق النفع للمجتمع.
فقلت: أنا أحب مساعدة الآخرين كثيراً كما تعلم يا والدي، لكن ماذا يمكنني أن أفعل إن أردت التطوّع مثلاً؟
فقال والدي: هناك الكثير الكثير من المبادرات التطوعية التي يمكنك المساهمة فيها، ومنها تنظيف الحدائق العامة، وطلاء جدران الحي، وتوزيع الطرود الغذائية، لا سيما في شهر رمضان المبارك، وتشجير الحدائق، وترميم المنازل وغيرها الكثير الكثير من الأفكار.
قلت: هذا رائع يا أبي، ولكن قلي كيف يمكنني البدء بالعمل التطوعي؟
قال والدي: هذا سؤال جيد، إذ لا بد على كل من يريد الالتحاق بميدان العمل التطوعي البحث عن مؤسسة أو جمعية مختصة بتقديم الخدمات المجتمعية للمجتمع والأشخاص المحتاجين، والالتحاق بها ليكون العمل التطوعي منسقاً ومنظماً وبعيداً عن العشوائية والفوضى.
قلت: ياه يا والدي ما أشد حماسي للالتحاق بميدان العمل التطوعي!، سأذهب من الغد للالتحاق بإحدى هذه الجمعيات وتحقيق النفع لنفسي وللغير إن شاء الله.
الخاتمة
يشعر الإنسان أثناء مبادرته وتطوعه لمساعدة الغير وتطوير المجتمع بلذة حقيقية لا يشعر بها في أي من النشاطات الأخرى، فهو بذلك يحقق رضا الله، ويرفع من قيمة ذاته، ويبني مجتمعه.