المقدمة
جلستُ إلى جانب أبي تحت شجرة وكان الفصل ربيعياً جميلاً، لقد كنّا في طريقنا إلى بيت جدي في محافظة أخرى، ولما أدركنا التعب قررنا الجلوس تحت هذه الشجرة القريبة، وأثناء جلوسنا ونسمات الهواء تتراقص حولنا، مرّت سيارة شرطة سألتنا إن كنّا نحتاج مساعدة، فشكرناهم وأجبناهم بالنفي، ولما ساروا شكر أبي الله على نعمة الوطن، والأمان الذي نحيا به فيه، فكم من مجتمعات حُرمت هذه النعم!.
المواطن الصالح
قال أبي: لقد أنعم الله علينا بوطن آمن مطمئن والحمد لله، وإنها لنعمة كبيرة نستحق أن نشكر الله عليها ليل نهار في ظل ما نراه من حروب، ومجاعات، واضطرابات حولنا، وإنّ من أقل ما يمكن تقديمه لهذا الوطن أن يكون الفرد مواطناً صالحاً.
فقلت: وكيف يكون الفرد مواطناً صالحاً يا أبي؟
فأجاب: يكون الإنسان مواطناً صالحاً يا بني عندما يشعر بأنه جزء مهم من مجتمعه، وبأنّ هذه الأرض هي أرضه بكل ذرة فيها، وأنّ ما حوله من ممتلكات هي ممتلكات تخصه عليه حمايتها والمحافظة عليها، فالمواطن الصالح يا بني يشعر تجاه وطنه كما يشعر تجاه بيته، ويتصرّف تجاهه كما يتصرف تجاه بيته أيضاً.
-فهمتك يا أبي، وهذا يعني أن نحافظ على الممتلكات العامة من التخريب، وعلى الشوارع، والمؤسسات، والحدائق نظيفة ومزدهرة.
-هذا صحيح يا كنان، والمواطن الصالح يا بني يعرف حقوقه وواجباته، ويتميّز بالالتزام والتقيُّد بالقانون في شتى جوانب الحياة، فلا يتجاوز قواعد المرور، ولا القوانين التي وُضعت لتنظيم حياة المواطنين، وتراه يبادر في خدمة وطنه، وينتسب إلى الجمعيات المجتمعية التي تقوم بالعديد من المشاريع التطوعية التي تفيد المجتمع، وتؤدي إلى ازدهاره ورفعته.
والمواطن الصالح يا بني يسعى لكسب العلم والمعرفة، وتحقيق الإنجازات في محاولة منه لنفع الوطن، ورفع اسمه عالياً بين الدول، وهو يذود عن وطنه بكل ما أوتي من قوة عند الأخطار، وهو مستعد دوماً لفداء وطنه بروحه ودمه، فهو يعتبر كل فرد فيه فرداً من عائلته من واجبه الدفاع عنه، فالوطن يا بني خيراته وأفضاله علينا كثيرة مهما فعلنا لا نستطيع ردّها.
الخاتمة
المواطن الصالح هو كل مواطن يعرف حقوقه وواجباته، ويلتزم بالقوانين والقواعد التي تنظم حياة الأفراد، كما أنّه يشارك في إعمار هذا الوطن، والحفاظ عليه من الخراب بكل أشكاله.
للمزيد من مواضيع التعبير: تعبير عن الوطن، تعبير عن حب الوطن