الوطن
الوطن هو الرقعة الجغرافيّة التي يحيا فيها الإنسان ويتسمّى باسمها، ويرتبط بها ارتباطاً وثيقاً، فالوطن هو الهويّة التي تمنحه كياناً مستقلاً، وهو الأم بكافة تفاصيلها وأوصافها، وكما يقول الكاتب أوليفر هولمز عن الوطن: "الوطن هو المكان الذي نُحبّه، فهو المكان الذي قد تغادره أقدامنا، لكن قلوبنا تظلُّ فيه"، فالوطن هو البيت الكبير الذي يحضن كلّ الشعب، ويتجسد اسمه بهمّة شبابه، وحكمة شيوخه، وحنان أمهاته وصبرهنّ، فالحديث عن الوطن لا حدود له، ومُسمّاه تختزل كلّ الأبجديات والحكايات.
حب الوطن
حب الوطن غريزة تُزرع في قلب الإنسان منذ لحظة ميلاده على ثراه، فتخلق في قلبه الانتماء، وتجعله يحمله في قلبه أينما حلّ وارتحل، وتجعله مستعداً لفدائه بروحه والدفاع عن حدود وطنه ضد الأخطار التي تواجهه، فالوطن هو أغلى ما قد يناضل من أجله الإنسان، وهو ما نتعلّم من أجل إعماره وتطويره، كما انّه يبقى الأمان الذي ينشده الإنسان مهما تغرّب وأطال في غيابه عنه، فالاستقرار الذي لا يتحقّق إلا على ترابه، وذلك كلّه لا يعني إلّا شيئاً واحداً هو حب الوطن.
الإنسان بلا وطن لا هوية، ولا مجد، ولا تاريخ له، حيث إنّ الوطن يهبنا كافة حقوقنا دون أن نطلبها، وأهمها الأمان، لذا كان حريٌ بنا أن نفديه بأرواحنا، أمّا عن أجمل طريقة تعبّر عن حب الإنسان لوطنه فهي التعبير عن هذه المشاعر بأفعاله التي تحمي هذا الوطن وتبنيه، وتصنع مجده وحضارته، وليس فقط بالشعارات والخطب الرنانة دون فعل يدل على معنى الكلام، وقد قال محمود درويش عن حب الوطن:
أتعرف ما هو الوطن
هو الشوق إلى الموت
من أجل أن تعيد الحقَّ والأرض
ليس الوطن أرضاً
ولكنَّه الأرض والحقَّ معاً
الحق معك، والأرض معهم
الخاتمة
لا يعرف القيمة الحقيقيّة للوطن إلا من جرّب طعم الاغتراب القاسي، فالوطن أول حرف في ميلاد الإنسان، وآخر حرف في تاريخ البشريّة، والوطن إن غاب عن العين يبقى خالداً في قلب كل إنسان حر، ومن يموت في سبيل الوطن شهيدٌ خالدٌ عند الله عزّ وجل في جنان الخلد.
للمزيد من المواضيع: تعبير عن حب الوطن، تعبير عن الوطن وخيراته