زيارة المريض

يتعرض كلّ شخصٍ لأن يُصابَ بالأمراض، وقد يلزم الفراش لفترةٍ فتكون طاقته قد استُنفذت، ومناعته قد ضعُفت، وتركيزه قد قلّ، فيميل إلى الكآبة، ويشعر بالإحباط، ويفقد الأمل من كلّ شيءٍ، وبمن حوله، لا سيما لو ترَافق مرضه بالأوجاع والآلام، وعانى من تأثيرات الأدوية والحقن، فيكون بحاجة إلى الدعم النفسي ممن حوله، وهنا لا بدّ من مراعاة الآداب الاجتماعيّة، وزيارة المريض للاطمئنان على صحته.


زيارة المريض في المنزل

من الضروري قبل زيارة المريض في المنزل القيام ببعض الأمور، فيجب أولًا اختيار الوقت المناسب لهذه الزيارة، والاتصال مسبقًا، والاستعلام فيما لو كانت صحة المريض تسمح بأن يُزار، لا أن يكون ذلك فجأة ودون استئذان، وفي حال الموافقة يجب ألا تطول مدة الزيارة لإفساح المجال للآخرين من الزوار، أو لإعطاء المزيد من الراحة للمريض، ولمن معه، ومراعاة الحالة النفسيّة للمريض، والضّعف الذي يشعر به، فنتجنّب الأخبار السيّئة، والحديث عن النتائج السلبية المخيفة التي تتعلق بالمرض، ومحاولة طمأنته، وزرع البسمة على وجهه، ودعمه نفسيّاً بالأخبار والأحاديث المُفرحة، وذلك باختيار المفردات المناسبة، والإيجابيّة، والدّاعمة له، ولا مانع من تقديم العون، أو عرض المساعدة للمرافق له، والقيام ببعض الإجراءات التي تعبّر عن التضامن، والودّ، والمساندة، كذلك من الضروري عدم اصطحاب الأطفال مهما كانت درجة القرابة، والصلة بالمريض؛ وذلك لأنّه أحوج إلى الهدوء، ولا ننسى تقديم هديّة رمزيّة، والتحدّث بنبرة صوتٍ خافتة وهادئة، والابتعاد عن الأصوات العالية، وإظهار الاهتمام، والتعبير عن تمنياتنا له بالشفاء العاجل.

زيارة المريض في المستشفى

لو كان المريض في المستشفى ومنعًا للإحراج فلا بدّ من الاتصال بالمستشفى، ومعرفة الأوقات المخصصة للزيارات، والالتزام بالقوانين الخاصّة بالزوار، واستئذان أهل المريض إن كان موعد الزيارة مناسبًا لهم ولمريضهم، وعدم اصطحاب الأطفال، والمحافظة على المرافق الصحيّة في المستشفى، وعلى نظافتها، وتعقيم اليدين، وعدم المصافحة، والتقبيل، والالتزام بارتداء الكمامة الواقية قدر الإمكان، وإلقاء التحية كلاميًا، مع ترك مسافةٍ مناسبة بيننا وبين المريض، وارتداء الألوان المُبهجة والزاهية، وأن ندخل على المريض بهديّة رمزية، مثل: الورود، أو الحلويات، أو الشوكولاتة، وتجنّب الجلوس على سرير المريض، وعدم التلاعب بالأجهزة الطبيّة.


الخاتمة

إنّ زيارة المريض واجبٌ أخلاقي، وعادة اجتماعية محببة تقوّي العلاقات والروابط الإنسانيّة، وتعبّر عن التضامن، وتخفّف من ألم المريض، وتمدّه بشعورٍ إيجابي من الاهتمام، وبأنّه في معاناته ليس وحده، بشرط أن تكون مدّتها قصيرة.



للمزيد من المواضيع: تعبير عن الكرم، تعبير عن إكرام الضيف