المقدمة
دوماً ما توصينا أمي بأن نحسن اختيار أصدقائنا، وتخبرنا بأنّ الصاحب ساحب، فالصاحب إما أن يكون معينا لنا على طريق الخير، وإما أن يسحبنا معه إلى الهاوية والهلاك، وذلك الرفيق يسمى رفيق السوء لما يأتينا منه من شر، وعثرات، وسوء في كل الأوقات.
رفيق السوء
ها هي أمي تساعدني على الاستعداد اليومي الدراسي الأول، وتذكّرني -كعادتها- بضرورة الابتعاد عن رفقاء السوء، واختيار الصحبة الصالحة في كل حين.
-قلت: أمي لا تزالين تذكرينني بهذا الأمر في كل فرصة، فلمَ كل هذا القلق يا أمي؟
قالت أمي: معك حق يا حسان، لكنّ الأمر يستحق منّا كل ذلك، فصحبة المرء يا بني هي حاضره ومستقبله.
-وكيف يكون ذلك يا أمي؟
-يرى الإنسان نفسه من خلال أصدقائه يا حسان، فإن كانوا صالحين، ناجحين، طموحين يرى نفسه منهم، وتصبح هذه الصفات الحسنة صفاته، فينعكس ذلك بشكل إيجابي على حاضره ومستقبله أيضاً، أما إن كان رفيق سوء، يرتكب المعاصي والمنكرات، فإنه سيجرّك إلى مثل ما يفعل خطوة خطوة حتى يدمّر حاضرك ومستقبلك.
-معك حق يا أمي، ولكن أتظنينني مغفلاً لأصادق هذه النوعية من الأصدقاء؟
-لا يا بني، لكن رفيق السوء منافق ومتلون مثل الحرباء، لا يظهر لك حقيقته الفاسدة حتى تبتعد عنه، بل يظهر من الأخلاق الجيدة ما ليس به حتى يتمكّن منك، ويبثّ فيك سمّه، فترى أفعاله وأقواله هي الصواب، وتبدأ بتقليدها باقتناع.
-ولماذا يحاول صديق السوء نشر أخلاقه الفاسدة في كل مكان يا أمي؟
-هذا النوع من الأصحاب يا حسان لا يحب أن يرى نفسه يسير وحيداً في طريق الخطأ؛ لذا سرعان ما يحاول أن يجرّ معه من يقبل ذلك ممن حوله.
-يا له من خطر كبير على المجتمع.
-معك حق يا بني، فهو أساس فساد الأخلاق، وإحداث المشاكل والفتن، وإيقاع الناس ببعضهم البعض.
-ولكن قولي لي يا أمي كيف أميز رفيق السوء من غيره إذن؟
-رفيق السوء يا بني هو شخص لا يشعر بمراقبة الله له، فيرتكب المعاصي دون تأنيب ضمير، ولا يؤدي ما عليه من عبادات، وهو شخص لا يتنبّه لما يبذله والداه في تربيته من جهد، فلا يطيعهما، ولا يلقي لحزنهما أو غضبهما بالاً، وهو شخص يزيّن لك الأخطاء حتى ترتكبها؛ ومن ثمّ يحمّلك أنت مسؤولية ذلك.
الخاتمة
كثيرون هم رفقاء السوء من حولنا، وما يجب علينا هو الابتعاد عنهم، والبحث عن الصحبة الصالحة التي تدفعنا دوماً لطاعة الله وفعل كل ما هو خيّر ومفيد.
للمزيد من المواضيع: تعبير عن كيفية اختيار الصديق الحقيقي، تعبير عن الصديق وقت الضيق
