المقدمة

يأتي الربيع بببهجته وأزهاره، وأجمل ألوانه، وصفاء نهاره، ودفء ليله بعد شتاء طويل قضاه الناس في بيوتهم مختبئين من برد الشتاء، وسقوط الأمطار وهبوب الرياح، والربيع فصل جميل يستحقّ أن يحتفل به الإنسان كما تحتفل به الطبيعة كاملة، فتهديه بساطاً أخضر تزينه الورود وتحلّق حوله الفراشات، وتزقزق فرحة بقدومه العصافير.


عيد الربيع

نعلم جميعاً أنّ للأمة الإسلامية عيدان لا ثالث لهما هما عيد الأضحى وعيد الفطر، وأنّ عيد الربيع ما هو إلّا مجرد تسمية جاءت منذ قديم الزمان، أي منذ عصر الفراعنة كما أخبرني أبي، حيث احتفل الفراعنة القدماء بحلول أوّل أيام الربيع، ظنّاً منهم بأنّه اليوم الذي بدأ فيه الخلق، وهو اليوم الذي يتساوى فيه النهار مع الليل، ففرحوا به وسموه عيد الربيع أو عيد شموس، وكان لهم في ذلك اليوم طقوس كثيرة يفعلونها، فيذهبون إلى الحدائق، ويجمعون الزهور الملونة، وينسقونها ويرتبونها، ويهدونها لمن يحبّون.


واليوم يُعدّ عيد الربيع أو عيد شمّ النسيم كما يُسمى في مصر، أو النيروز كما يسمى في العراق يوماً جميلاً يحتفل به الناس بطلوع الشمس، وبدء الطقس الجميل، ومظاهر الربيع المختلفة، فينتشرون في الحدائق والمتنزهات مع الأهل والأصدقاء في رحل جماعية يقضون فيها وقتاً جميلاً مستمتعين بشروق الشمس وجمال الطبيعة من حولهم، فيما يلعب الأطفال ويلهون في هذه الأجواء الربيعية كالفراشات دون خوف من البرد، أو أمراض الشتاء.


في عيد الربيع يتناول الناس أطعمة معينة كانوا قد اعتادوا على أكلها في مثل هذا الموسم، فأنا أرى العائلات تحمل في رحلاتها بعض أنواع الأسماك لا سيما السمك المسمى "بالفسيخ"، بالإضافة إلى البصل الأخضر والجرجير اللذين يؤكلان معه، وبعض الحلويات الأخرى، كما يمارس الناس في هذا اليوم فنّاً جميلاً هو فن الرسم على البيض المسلوق، فترى الناس يبدعون في الرسم على البيض ويلونونه بألوان زاهية جميلة تتناسب وفصل الربيع، ومن ثمّ يهدونه إلى بعضهم البعض كنوع من أنواع الذكرى.


الخاتمة

فصل الربيع فصل جميل جداً يستحق أن نحتفل به كل يوم، وعيد الربيع ما هو إلّا مجرد تسمية للوقت الجميل الذي يقضيه الناس مع بعضهم البعض في الحدائق والمتنزهات احتفالاً بعودة الشمس من جديد، فينطلقوا ليجمعوا الزهور الملونة، ويلونوا البيض بأزهى الألوان، ويتناولوا أشهى المأكولات.