المقدمة
جلستُ أشاهد شاشة التلفاز مع أبي الذي كان يتابع نشرة الأخبار، لقد كانت النشرة هذا المساء أليمة حيث يتعرض الأطفال في دولة معيّنة لشتى أنواع القنابل والرصاص إثر الحرب الذي تقوم فيها، وهو ما نجم عنه تشرّد هؤلاء الأطفال، ونزوحهم إلى البلدان المجاورة، شعرت في غصة في قلبي على هذا الوطن الذي دُمّر، وعلى أطفاله الذين تهجروا، فانسحبت إلى غرفتي، وأخرجت من الدرج دفتر رسمي، والألوان، بعد أن شعرتُ برغبة في رسم علم وطني.
فضل الوطن
جلست ألون العلم الذي رسمته، وكنت أشعر بأنني أرسمه لأول مرة في حياتي، فقد رسمته هذه المرة بحب كبير، وبامتنان لهذا الوطن الحنون الذي يعطينا الكثير دون أن نشعر، حتى إننا ننسى في بعض الأحيان ما يمنحنا إياه، ها أنا ألوّن العلم، وأفكّر أن وجودي في هذا الوطن يعني أنني محمي فوق ترابه وتحت سمائه، فلا يستطيع أحد من الخارج إيذائي، ووجودي فيه يمنحني الدفء والأمان فهو بيتي الصغير الذي أشعر به بالسلام كما أشعر بالسلام في بيتي هذا، وأنني من هذا الوطن يعني أنني أتمتع بالكثير من الحقوق التي منحها لي: فها أنا أملك حقي في التعليم، وفي التنقل، وفي تملّك ما أريد، وفي ممارسة ديني، وفي العلاج وفي كل شيء أرغب به طالما ليس فيه أذى وضرر للآخرين.
الوطن ليس مجرد كلمة نقولها، أو مكان نعيش فيه، الوطن هو انتماء وولاء، وفخر بهذه الأرض التي نعتبرها أمّنا، فالوطن يضمّنا في حياتنا، وبعد مماتنا لذا من حقه علينا تقدير فضله هذا، فنحن نسمع في الكثير من الأحيان بعض الأشخاص الذين ينكرون جميل الوطن، ويدّعون أنّه لم يوفر لهم شيئاً، وهذا أمر خاطئ فلطالما قدم لنا الوطن الكثير، بل يكفي أنّه يجمعنا، ويضمّنا بسلام مع الأهل والأحبة.
ومن حق الوطن علينا حمايته من الأعداء، ولو اضطررنا للدفاع عنه وفدائه بأرواحنا، كما أن من حقه علينا أن نحفظ ممتلكاته، وشوارعه ومبانيه ونحافظ عليها، لكي يبقى عامراً، وقوياً، ونظيفاً وقادراً على الحفاظ على هيبته وقوته بين الدول فلا يطمع به الأعداء.
الخاتمة
شارفت على إتمام لوحتي الجميلة، وقررت أن أضعها في إطار وأعلقها في غرفتي، ومضيت أردد قول الشاعر:
وطني أحبك لا بديل
أتريدُ من قولي دليل
سيظلُ حُبك في دمي
لا لن أحيد، ولن أميل
فهذا وعد علي يا وطني أن أسعى دوماً لحمايتك، وردّ أفضالك الكثيرة علينا أبداً ما حييت.
للمزيد من مواضيع التعبير: تعبير عن الوطن وخيراته، تعبير عن حب الوطن من الإيمان.