المقدمة
الصداقة شيء جميل جداً، والأجمل أن يكون لديك صديق حقيقي تثق به وكأنه أخ لك لم تلده أمك، وقد يكون ذلك شيئاً صعباً في مثل هذه الأيام التي يبحث فيها الناس عن مصالحهم، لكنني مقتنعة بأنّه إن كان الإنسان طيباً، وصادقاً، ومحباً، ومخلصاً فسيرسل الله له من الأصدقاء من يشبهونه، بشرط أن يحسن الإنسان منّا اختيار أصدقائه.
اختيار الصديق الحقيقي
اليوم هو يومي الدراسي الأول، والمعروف أنّ بداية السنة الدراسية تعني إعادة توزيعنا على صفوف جديدة قد نفترق بها عن أصحابنا الذين عرفناهم السنة الماضية، لذا جلست أمي تسرّح لي شعري صباحاً وتنصحني باختيار الصديقة الحقيقية التي لا أندم على صداقتها مع الأيام، فقالت: الأصدقاء مثل الأحجار الكريمة في مظهرها، لكن عند الاقتراب منها قد تكون هذه الأحجار نفيسة وكريمة فعلاً، وقد تكون غير حقيقية، بل مجرد مظهر جميل فقط، لذا احذري يا ابنتي واحرصي على اختيار الصديقة الحقيقية.
فسألتها: وكيف نميّز الصديق الحقيقي من غيره يا أمي؟
قالت أمي: علينا أن نظنّ بالناس جميعاً ظنّ الخير يا ابنتي، وأن نتعامل معهم بود ومحبة، والمواقف والأيام هي التي ستجعلنا نرى حقيقة الناس بعد ذلك، فهناك بعض الأشخاص الذين نعاملهم بطيبة ومودة لكنهم لا يقدّرون ذلك ويعاملوننا بطريقة غير حسنة أو غير مهذبة، وبالتالي أولئك لا يصلحون لأن يكونوا أصدقاءنا، وبعض الأشخاص يقتربون منّا وقت حاجتهم إلينا، أو عند رغبتهم بمساعدتنا لهم ثمّ ينصرفون بعد أن نقضي لهم حاجتهم، أو نساعدهم.
-وهل يعني ذلك يا أمي أنّ مساعدة الناس أمر غير مطلوب؟
-لا طبعاً يا ابنتي، فمساعدة الناس والأصدقاء من صفات الصديق المخلص، إلّا أنّني أتكلم عن أصدقاء المصلحة الذين يقتربون منا عند الحاجة للمساعدة فقط، ثم ينصرفون عنا بعد ذلك، فأولئك ليسوا أصدقاء حقيقيين.
-نعم يا أمي، وماذا أيضاً؟
-والصديق الحقيقي يا ابنتي هو صديق مخلص لا يخون، يساعد صديقه، ويشجعه على أمور الخير، ويحذّره من فعل الخطأ، وينصحه بالسر ولا يهزأ منه أمام الآخرين مهما حصل، كما أنّه يقف مع صديقه في مشاكله، وأحزانه، ويفرح له دون أن يغار منه وقت الفرح والنجاح، ولا ننسى أنه صديق لا يعرف الحقد، أي أنه يغفر أخطاء صديقه غير المقصودة بحقه ويسامحه، ويسأل عنه دوماً ويتمنى له الخير.
الخاتمة
قدّمت لي أمي نصائح ثمينة حتى أُحسن اختيار صديقاتي في المستقبل، فبعض الأصدقاء كالأخوة، أما بعضهم الآخر فقد يكونون أعداء بهيئة أصدقاء يضروننا ولا ينفعوننا، لذا علينا معاملة الناس بطيبة واحترام، واختيار الأصدقاء بحذر.
للمزيد من مواضيع التعبير: تعبير عن وصف صديق