المقدمة
هناك على حافة الشارع من بعيد رأيت رجلاً كبيراً في السن يحاول عبور الشارع لكنه يتراجع في كل مرة بسبب سرعة السيارات، وعدم قدرته على الركض خلال الشارع كما نفعل نحن، فحزنت لهذا المنظر، وتوجّهت إليه فوراً لأحمل ما في يديه من أكياس بعد أن ألقيت عليه التحية، وأساعده في عبور الشارع، حينها شكرني هذا الرجل كثيراً، وأثنى على تربيتي، وأوصل لأمي وأبي اللذين ربياني على مساعدة الغير الشكر والسلام.
مساعدة كبار السن
عندما يكبر الإنسان ويتقدّم في العمر يفقد العديد من المهارات التي كان يقوم بها رويداً رويداً، فتراه أصبح ضعيفاً، هزيلاً، يعاني بعض الأمراض، كما يعاني البعض منهم من ضعف في النظر، والسمع، والذاكرة بعد أن كان شاباً نشيطاً مليئاً بالصحة والحيوية، وهذا الأمر يجعلنا نتعاطف مع كبار السن، ونهبُ لمساعدتهم دوماً بأقصى ما نستطيع؛ وذلك لأنّ الله تعالى قال في كتابه الحكيم (وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان)، وإنّ من أفضل أنواع الخير وتقديم المساعدة، مساعدة كبار السن.
صور مساعدة كبار السن
نستطيع مساعدة كبار السن بصور عديدة سواء أكانوا من العائلة مثل الأم والأب، أو الجد والجدة، أو ممن هم من غير عائلتنا، وذلك بما يحتاجونه ولا يقدرون على فعله، إذ يمكننا مساعدة من يرغب منهم في عبور الشارع ولا يستطيع ذلك، أو من يحمل أكياساً كثيراً لا يستطيع إيصالها إلى منزله مع الحذر أثناء ذلك، أو من يريد منّا أن ندلّه على عنوان ما، أو من يريد منّا أن نقرأ له شيئاً ما كُتب بخط غير واضح بالنسبة له، أو بكتابة رسالة ما، أو تعليمه ما يريد أن يتعلمه من وسائل التكنولوجيا الحديثة على الهاتف الخلوي، والتلفاز، والحاسوب وغيرها.
ضرورة مساعدة كبار السن
مساعدة كبار السن ضرورة علينا المحافظة عليها لأسباب عدة أولها كسب رضا الله تعالى، والمحافظة على مشاعر هؤلاء الكبار في السن دون أن نشعرهم بعجزهم وحاجتهم لنا، بالإضافة إلى أنّ هذا الخير سيعود لنا يوماً عندما نكبر ونصبح في مثل عمرهم، فنحتاج من يساعدنا، فاحترام الكبير ومساعدته هي من الأخلاق التي علمنا إياها رسولنا الكريم، وحثّنا عليها ديننا الحنيف.
الخاتمة
مساعدة كبار السن واجب علينا في كل حين ومكان وزمان، وبكل طريقة نستطيع بها ذلك، بشرط أن نكون حذرين أثناء ذلك، وأن نلتزم حدود الأمان في مساعدتنا لهم إن كانوا من الغرباء، فلا نسير معهم إلى أماكن مجهولة بعيدة عن أعين الناس الآخرين، ولا ندخل منازلهم أبداً.