المقدمة

لم يخلقنا الله في هذه الحياة عبثاً بلا هدف ولا غاية، بل كان قد حدد هدفنا فيها منذ بداية خلق سيدنا آدم عليه السلام وزوجته حوّاء، وجعل للإنسان هدفاً أكبر وهو طاعته عزّ وجل، وإعمار الأرض التي يعيش فوقها، والعمل والجد بما يرضي الله تعالى لبناء حضارة عليها، إلّا أنّ الله تعالى أمر الإنسان أيضاً ألّا ينسى نفسه وهو يعمّر الأرض، وأن يسعى لأهداف خاصة به وبحياته الشخصية لتحقيقها أيضاً.


هدفي في الحياة

جلستُ على حافة النهر الذي ينحدر حول شلال يتساقط من أعلى الجبل، وأخذت أراقب الطبيعة من حولي، وعظمة الخالق التي تجلّت في كل شيء فيها، لقد كان المكان هادئاً يدعو الإنسان للتأمل، ففكرت تُرى ما هو هدفي في الحياة؟، إذ لا بدّ أن يكون لكل إنسان هدف يسعى ويعيش لأجله، وإلّا فلا معنى لحياته، كما أنني سمعت أديباً مرة يقول مقولة حقيقية هي: (إن لم يكن لك مخططك الخاص، فستكون جزءاً من مخطط الآخرين)، وبعد طول تفكير أدركت أنني على هذه الأرض لهدف عظيم بل هو الأعظم، وهو عبادة الله تعالى، وإعمار الأرض.


ولمّا فكرت بكيفية إعمار الأرض بما لا يُغضب الله وجدت أنّ الطريق إلى ذلك هو الذي يرسم للفرد أهدافه الشخصية الأخرى التي تندرج تحت هدفه الكبير -إعمار الأرض-، فإعمار الأرض يكون أولاً بالتكاثر لإنشاء أسرة مسلمة صالحة تكون نواة لهذا المجتمع، لذا فإن هدفي في هذه الحياة إتمام نصف ديني أولاً، وإيجاد الشريكة الصالحة التي أبني معها أسرة مسلمة تقوم بإعمار الأرض، أمّا الطريقة الثانية فهي السعي لرسم مستقبلي الخاص بما يرضي الله تعالى، ويؤدي بالنهاية إلى إعمار الأرض، فالمعلم، والطبيب، والمهندس، وعامل النظافة، والممرضة، كلهم جنود يعملون لإعمار الأرض مع فرق واحد، فقد يقوم أحدهم بالعمل ليل نهار دون تحديد هدف يعمل ليسعى إليه فتراه يمل، ويتعب، وتقل طاقته من وقت إلى آخر، أمّا الآخر فيحدد هدفاً له ويعمل بجد واجتهاد لتحقيقه، فتراه مليئاً بالطاقة والأمل دوماً، والنجاح دوماً ما يكون من نصيب أولئك الذين يضعون أمام أعينهم هدفاً ويسعون له.


الخاتمة

أمّا أنا، فحددتُ هدفي إن شاء الله، وهو أن أصبح عالم فضاء يكتشف الكون الواسع من حوله، ويعرّف الناس بعظمة الخالق، ويسعى لتحقيق إنجازات علمية جديدة، وسأعمل في وكالة ناسا للفضاء بجد واجتهاد حتى أصبح رئيسها، وهذا ليس مستحيلاً، فبالجدّ والعمل والإيمان يصل الإنسان إلى أهدافه ولا يعرف المستحيل.



للمزيد من مواضيع التعبير: تعبير عن الوقت، تعبير عن الطموح