الموضوع الأول
المقدمة
لنا جارة اسمها أم مروان أحبها كثيراً، لكنني أنزعج من زيارتها المتكررة لأمي، فهي تطيل الزيارة، وفي يوم من الأيام دخلت فوجدتها جالسة مع أمي في غرفة الجلوس، ومن ضيقي لم ألقِ عليها السلام، بل توجهت إلى غرفتي مباشرة، فلاحظت أمي انزعاجي وجاءت إلى غرفتي بعد أن غادرت أم مروان.
إكرام الضيف
طرقت أمي الباب ودخلت الغرفة، فسألتني عن حالي وعن يومي في المدرسة، فأجبتها بأن كل شيء على ما يرام، فقالت: لكنك لست على عادتك يا مريم، فما خطبك؟
فقلت لها: أمي، تدرين أنني منزعجة من زيارات أم مروان المتكررة، والطويلة أيضاً.
-هي جارتنا يا مريم، وهي كبيرة في السن قد غادرها كل أبنائها، وتوفي عنها زوجها، فماذا عساها تجلس في بيتها طوال اليوم تفعل؟
خجلت من نفسي وقلت: ولكن يا أمي نحن نحتاج لأن نجلس معك جلسة خاصة دون وجود شخص غريب.
-معك حق يا مريم، لكن استقبال الضيف ببشاشة ووجه حسن من إكرام الضيف.
-وماذا يعني إكرام الضيف يا أمي؟
-إكرام الضيف يا مريم خلق حسن حثّنا عليه الرسول الكريم عليه السلام، ويعني استقباله ببشاشة وابتسامة لئلا يشعر بأنه ثقيل علينا، والحديث معه حول ما يسعده لا حول ما يجلب له الحزن والكآبة، كما يكون إكرام الضيف بعدم سؤاله عن أموره الخاصة وأحواله الشخصية التي لا يرغب بالحديث عنها.
-وماذا أيضاً؟
-وبالطبع يا مريم فإن من دخل بيتك عليك أن تقدمي له من الطعام والشراب الموجود دون تكلّف أو بخل، ويكون ذلك بنفس طيبة ورضا، كما يجب علينا ألّا ننظر إلى الساعة أو نسأل عن الوقت بوجود الضيف حتى إن أطال جلوسه، فذلك ليس من إكرامه، أو أن ننشغل عنه بالهاتف أو غيره، أو نقوم ونتركه وحيداً، فالضيف سيغادر بالنهاية يا مريم وإن طالت زيارته، لذا عليك أن تحسني استقباله، وتتركي أثراً طيباً في قلبه.
-مممم هذا صحيح.
-أتدرين يا مريم أنّ البيت الذي يكثر فيه الزوّار تكثر فيه البركة والرزق؟
-حقاً يا أمي؟
-نعم يا مريم فهكذا قال رسول الله صلى الله عليه وسلّم.
-أهذا يعني أنّ أم مروان سبب رزقنا في هذا البيت؟
-ضحكت أمي بعد أن غمزتني وقالت: ربما، وصديقاتك اللاتي يزرننا أيضاً يا مريم.
الخاتمة
ضحكت أنا أيضاً واعتذرت لأمي على ما بدر مني، ووعدتها بأن ألتزم بوصية رسول الله صلى الله عليه وسلم في إكرام الضيوف، لأحظى بالثواب، ولتحل علينا البركة.
الموضوع الثاني
المقدمة
عن أبي هريرة رضي الله عنه أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم جاره، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه)، فتكريم الضيف خُلق حسن أمر الله تعالى ورسوله به، كما كان العرب القدماء يتّصفون به قبل الإسلام حتى، ومنهم حاتم الطائي الذي كان مشهوراً جداً بكرمه بين القبائل، وغيره الكثير.
آداب إكرام الضيف
يجب على الإنسان أن يتحلّى بآداب إكرام الضيف ويعرفها، فإذا جاءه ضيفاً عليه أن يستقبله ببشاشة وجه، وأن يعامله بأسلوب لطيف منذ دخوله بيته وحتى خروجه منه، فلا يقول له ما يغضبه أو يحزنه، أو يحرجه من المواضيع، وعليه أيضاً أن يوليه اهتمامه، فلا يتحدّث مع أهل البيت مثلاً ويتركه وحيداً، كما أنّ عليه أن يقدّم له من الطعام والشراب ما هو متوفّر في البيت دون أن يرهق نفسه، ومن آداب إكرام الضيف اختيار المواضيع المناسبة التي يحبّ أن يتحدّث بها هذا الضيف للحديث معه، ومن هذه الآداب أيضاً أن نحفظ أسراره التي يستأمننا عليها ولا نفشيها بعد رحيله، كما أنّ من الضروري قبل هذا كلّه أن يختار الإنسان من يستضيفهم في بيته فيكونوا من الصالحين الذين يعرف أخلاقهم، ويستأمنهم على بيته وأهله.
أهميّة إكرام الضيف
نتعلّم إكرام الضيف من الأنبياء والصالحين، فقد كان الأنبياء عليهم السلام قدوة لنا في ذلك مثل سيدنا لوط، وسيدنا إبراهيم، وسيدنا محمد عليهم السلام جميعاً، فهذه العادة الطيبة تجعل الله يرضى على الإنسان، كما تجعل الإنسان محبوباً بين الناس، وتقوّي العلاقات في المجتمع، وتحبّب الناس ببعضهم البعض، وإكرام الضيف خُلق جميل على الآباء المحافظة عليه وتعليمه للأبناء؛ لكي تظل المروءة فينا إلى يوم الدين.
الخاتمة
إكرام الضيف من صفات النبلاء وذوي الأخلاق الحسنة، ففيها يفوز الإنسان برضا الله تعالى، وحبّ الناس، فما أجمل أن نحافظ على هذه العادة، وأن نربي الأجيال القادمة عليها لتظلّ فينا إلى آخر الزمان.
للمزيد من مواضيع التعبير: تعبير قصير عن الكرم، تعبير قصير عن الجار