الجار

سمعت أمي تقول يوماً أنّ الجار قبل الدار، فسألتها عن سبب قولها لهذا المثل فقالت: إنّ الجار هو شريك السكن المُلاصق لبيتك، فإن كان ذا خلق حسن، وسيرة طيّبة، مُحبّاً للخير يكره الشر تستطيع أن تستأمنه على نفسك وعائلتك، أمّا إن كان عكس ذلك فإنّ الحياة ستغدو صعبة بمشاركته، وستكثر المشاكل بسبب سوئه.


أهميّة الإحسان للجار

نزلت الأديان جميعها تدعو إلى حبّ الخير للناس، والتعامل معهم بالأخلاق الحسنة، وإن كان هناك شخص يجب أن نعامله بالحسنى فهو الجار، فالرسول صلّى الله عليه وسلّم أوصانا بالإحسان إلى الجار حتى إنّه قال مرّة: (ما زال جبريل يوصيني بالجار، حتى ظننت أنه سيورِّثه)، (حديث صحيح)، ففي هذا الحديث دلالة واضحة على ضرورة الإحسان للجار، ففي الإحسان إليه أهمية تكمن في بناء مجتمع متحاب فيما بينه، وقوي في علاقاته، ومتعاون تقلّ فيه المشاكل، وخال من الأحقاد والكراهية تعمّه الطيبة والسلام، وهو ما نريد مجتمعاتنا عليه.


مظاهر الإحسان للجار

وإن سأل أحدهم كيف نحسن للجار فنقول له إنّ الإحسان للجار يكون بكفّ الأذى عنه بمعنى أن لا نزعجه بالضوضاء، والأصوات المرتفعة، أو إلقاء النفايات أمام بيته، كما يجب علينا غضّ البصر عن المساحة المحيطة في بيته، بالإضافة إلى احترامه، ومشاركته مناسباته من أفراح وأحزان، ومعايدته وزيارته في الأعياد، ومساعدته إن كان فقيراً دون علم أحد، وبإرسال أطباق الطعام أو الحلويات من فترة إلى أخرى حتى لو لم يكن فقيراً من باب المحبّة والألفة، كما يجب علينا الاطمئنان على هذا الجار في حالة مرضه اقتداء بالرسول الكريم صلّى الله عليه وسلّم، بالإضافة إلى مساعدته إن احتاج إلى مساعدة، وإعارته بعض الحاجيات إن احتاجها لأمر ما.


الخاتمة

على الإنسان أن يكون جاراً طيّباً ذا خلق حسن؛ ليرضى عنه الله تعالى، ويحبّه الناس، وعليه أن يقوم بواجباته تجاه جيرانه فلا يؤذيهم بأفعاله أو لسانه، ويحرص على راحتهم، ويعمل على بناء علاقات طيّبة معهم، فليس هناك أجمل من الإنسان اللطيف الذي لا يؤذي أحداً، ويتمنّى الخير والسلام للجميع.



لمزيد من المواضيع: تعبير قصير عن التعاون، تعبير قصير عن الحب