المقدمة
كنت أتصفّح أنا وأبي واحدًا من مواقع التواصل الاجتماعي على هاتفه النقال، فيريني بعض الأخبار المفيدة، والفيديوهات المضجكة، والصور الجميلة وغيرها، وأثناء ذلك رأيت صورة عائلة مكونة من أم وأب وولد وبنت على أحد الشواطئ يلهون بمياه البحر، والابتسامة تعلو وجوههم، فقلت: يا لحظّهم، لا بدّ أنهم أسرة سعيدة، فابتسم لي أبي وقال: ليس بالضرورة أن تعكس هذه الصور شعور هذه العائلة الحقيقي يا مازن، فالأسرة السعيدة ليست هي الأسرة التي تملك مالاً أكثر، أو منزلاً أكبر، أو تسافر إلى شتى دول العالم، فسألته: إذن ماذا تكون؟
الأسرة السعيدة
قال أبي: الأسرة السعيدة يا مازن هي الأسرة التي يعيش أفرادها في تفاهم دائم، وهذا لا يعني عدم حدوث مشكلات بينهم في بعض الأحيان، لكنه يعني قدرتهم على حلّها برقي وهدوء، وهي أسرة يحبّ أفرادها بعضهم البعض، ويعطف فيها الكبير على الصغير، وينصحه بلطف إن هو أخطأ، ويعلمه الصواب، أما الصغير فيحترم فيها الكبير ويأخذ برأيه، والأسرة السعيدة يا بنيّ هي أسرة يعرف فيها كل فرد ما يجب عليه من واجبات فيفعلها، وما له من حقوق فيحصل عليها، لا مكان فيها للإهانة، أو السب، أو التنمر على الآخر.
الأسرة السعيدة يا مازن هي كالجسد الواحد لا مجال للأنانية فيها، فكل فرد مستعد لأن يضحي من أجل الآخر، فلا آكل أنا ويجوع أخي، ولا أشرب أنا ويعطش ابني، ولا أفرح وغيري حزين، وفي هذه الأسرة يحس الإنسان بالراحة مع أهله، فعلاقاته معهم مبنية على الصدق، والمودة، وتمني الخير للآخرين، وفي الأسرة السعيدة يهتم الوالدان بأبنائهما، فهذا الأب يحميهم، ويوفر لهم حاجياتهم، ويربيهم على الدين القويم والأخلاق الحميدة، وهاهي الأم ترعى شؤونهم، وتلبي طلباتهم، وتسعى لأن يكونوا دوماً الأفضل، أمّا الأبناء فبارين بوالديهم لا يعصون لهم أمراً، ويحرصون دوماً على إسعادهم وراحتهم بكل الطرق.
الخاتمة
الأسرة هي أساس المجتمع، فإن كانت أسرة سعيدة يعيش فيها الفرد براحة واستقرار يكون مواطناً صالحاً يقدر على خدمة وطنه ومجتمعه، وإن كانت أسرة مفككة فسيعيش فيها الفرد بهم وغم قد يدفعانه للكثير من الأمور الخاطئة.