الصداقة

الصداقة الحقيقيّة كنز ثمين، ونعمة لا يحصل عليها الكثيرون، فهي أن يكون لك صديقاً بمثابة أخ لم تلده لك أمّك، لا تبعدكما عن بعضكما مشاكل، ولا تفرقكما المسافات، والمسافة هي ما يهوّن صعاب هذه الدنيا، ويقويّ الإنسان، ويجعله يشعر بأن الدنيا جميلة، وأنّ هناك من يقف إلى جانبك مهما حصل، فيارب احفظ لنا أصدقاءنا، وقد قال الشاعر مرّة:



سلام على الدنيا أن لم يكن بها صديق صدوق صادق الوعد منصفاً



مظاهر الصداقة الحقيقيّة

نمرّ بالكثير من المواقف في هذه الحياة، ونعرف الكثير من الناس لكنّ من الخطأ أن نعتبر كلّ من نعرفه من الأصدقاء، فنؤمن له، ونبوح له بأسرارنا، فالصداقة الحقيقية لا تأتي في يوم وليلة بل يجب علينا أن نتأنّى حتى نعرف الناس على حقيقتهم، ونختار الأفضل منهم حتى تجمعنا بهم صداقة تدوم إلى آخر العمر، فالصداقة الحقيقيّة تعني أن يحبّك صديقك لذاتك، وفي كلّ حالاتك سواء أكنت غنياً أم فقيراً، سعيداً أم حزيناً، هادئاً أم غاضباً، وأن لا يقترب منك عند حاجته إليك فقط ويبتعد في الأوقات الأخرى، كما أنّها تعني أن يكون إلى جانبك في أفراحك وأحزانك، وأن يساعدك وقت الحاجة وأن تساعده أنت كذلك، كما أنّها تعني أن يحب لك هذا الصديق الخير، فينصحك إذا فعلت شيئاً خاطئاً، ويشجّعك إذا فعلت شيئاً صحيحاً، وألّا يحسدك على نجاحك، أو ما أعطاك إيّاه الله من النعم.


والصديق الحقيقي ذو قلب طيّب تجعله صداقتك به يغفر لك ويسامحك إذا أنت أخطأت مرّة في حقّه واعتذرت، فهو ليس حقود ولا حسود، وإذا كانت الصداقة حقيقية يكون الأصدقاء طبيعيين مع بعضهم البعض، لا يمثّلون على بعضهم، ولا يتكلّفون، كما أنّهم يحثون بعضهم البعض على فعل الخير؛ فالصديق يحب أن يكون رفيق صديقه في جنّات الآخرة أيضاً وليس في الدنيا فقط.


الخاتمة

علينا البحث عن الصداقة الحقيقيّة التي تجعلنا دوماً أفضل وإن كانت نادرة، فالصاحب ساحب إن كان جيداً وخلوقاً أصبحت أنت كذلك، وإن كان سيّئ الخلق جرّك إلى طريقه دون أن تشعر.



للمزيد من المواضيع: تعبير قصير عن الصديق، تعبير قصير عن التعاون