الطفولة

الأطفال هم هدية الله لهذا الكون، وهم ألوانه الجميلة، وفراشاته المحلّقة بحرية في الأجواء، ضحكاتهم البريئة العذبة أجمل من أجمل المعزوفات، وقلوبهم البيضاء أنقى من غيوم السماء، هم بذرة المستقبل التي ستصبح شجرة عظيمة تعطي أجمل الثمار، نراهم يتراقصون ببراءة وطفولة ولا يعرفون سوى الفرح والسعادة مهما دار حولهم، فالطفولة أجمل شيء في الوجود، وفيها قال الشاعر:

لله ما أحلى الطّفولة إنّها حلم الحياة

عهد كمعسـول الرؤى مـا بين أجنحة السّبات

ترنو إلى الدّنيا وما فيها بعين باسمةٍ

وتسير في عدوات واديها بعين حالمة


روح الطفولة

لكل شيء بداية، فالشجرة تبدأ بذرة، والمطر يبدأ قطرة، والطفولة هي بداية حياة كلّ إنسان فيها يفتح عينيه على الدنيا، وحينها لا يكون يعرف شيئاً، فيبدأ بالتعرّف على وجه والديه وصوتهما، ويصبحان هما كلّ دنياه، وبعد ذلك يبدأ بالحبو والمشي للتعرّف على الأشياء، والأشكال، والأسماء، والألوان، ويكبر قليلاً قليلاً ويصبح له أصدقاء يلعب معهم، ويفرح معهم، ويطلق ضحكاته العذبة معهم، والطفل قلبه صاف كورقة بيضاء لا يستطيع أن يحمل الحقد، أو الشرّ في داخله، حتى وإن أذاه البعض، وهو كالإسفنجة أيضاً يتشرّب كل ما يراه أماه من أقوال وأفعال، ويخزنها في عقله وذاكره ولا ينساها أبداً، فتبقى في ذهنه كذكريات سعيدة أو مؤلمة، أو يتصرّف مثلها في المستقبل، لذا نرى أنّ بعض الأطفال يبقون على طبيعتهم الخيّرة وذلك لأنّهم يرون في أهلهم قدوة حسنة، ويتلقون منهم تربية صحيحة، أمّا البعض الآخر فيتحولوّن إلى غير ذلك لأنهم يرون من أهلهم أفعال غير صالحة، أو يتركون ليتصرّفوا كما يحلوا لهم دون تربية أو توجيه.


الخاتمة

الطفولة مرحلة جميلة جداً، فيها يصنع الإنسان أجمل ذكرياته من لعب، وقفز، ومشاركة الأصحاب في شتّى النشاطات، وهذه الذكريات باقية في عقل الطفل لا تُمحى مع مرور الزمن، لذا على الأهل أن يتركوا أطفالهم يعيشوا طفولتهم بحريّة قدر الإمكان، ولا يمنعونهم من الانطلاق بحجة الخوف عليهم، وذلك يكون بمراقبتهم أيضاً وحمايتهم بالتأكيد، ليكبروا جيلاً سليماً عاش أجمل طفولة، وسيبني أجمل مستقبل.



للمزيد من المواضيع: تعبير قصير عن الصداقة، تعبير قصير عن الصديق