الأمانة
تُعرّف الأمانة في اللغة على أنّها عكس الخيانة، وهي أصل الأمن، وطمأنينة النفس، وزوال الخوف، فهي ببساطة حفظ كل حق وَجبَ على الفرد أداؤه وحفظه، ولذلك تتعدّد صور الأمانة في حياتنا، ولا تنحصر في ردّ الودائع إلى اهلها فقط كما يظنّ البعض، وقد قال الله تعالى في محكم تنزيله في هذا الخصوص: (إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنسَانُ ۖ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا).
صور الأمانة
للأمانة صور عديدة على الإنسان أن يتحرّاها في حياته، فهي تكاد تدخل في كلّ المناحي، فالفرد عندما يحافظ على ما آتاه الله إيّاه من نعم الحواس فلا ينظر في عينه إلى ما هو محرّم، ولا يسمع في أذنه ما هو محرّم، ولا يرتكب بيده او يمشي برجليه إلى ما هو محرّم، هو حافظ لأمانة الله تعالى، كما أنّه حافظ لهذه الأمانة أيضاً حينما ينأى بجسده عن المهالك والأضرار مثل التدخين، والمخدرات، وغيرهما، كما أنّ الأمانة تكون في حفظ أسرار الغير، والتستّر على ما نعرف من عوراتهم، وعدم نشرها بين الناس، وتكون أيضاً بأداء الحقوق الماديّة لأهلها سواء كانت كبيرة أو صغيرة، وقد ضرب الأنبياء رضوان الله عليهم جميعهم، والصحابة والتابعين أعظم صور الأمانة، لا سيما سيدنا محمد صلّى الله عليه وسلّم خاتم الأنبياء والمرسلين الذي لُقّب بالصادق الأمين.
ولا ننسى أنّ المرأة الي تحفظ نفسها، وزوجها، وماله، وبيته في غيبته وحضوره هي امرأة أمينة أيضاً، وأنّ أداء الإنسان لعمله على أتمّ وجه وأحسن صورة ضرب من ضروب الأمانة، وإطلاع الناس على محاسن السلع وعيوبها عند البيع هو صورة من صور الأمانة أيضاً، ولا يقتصر الأمر على ذلك بل يتعدّاه إلى أمانة الطالب في أداء امتحانه، وعدم الغش فيه أيضاً، وغيرها الكثير من الصور التي يصعُب حصرها في هذا المقال.
أهميّة الأمانة
للأمانة والتمثّل بها أهميّة كبيرة في حياة الفرد والمجتمع؛ فالإنسان الأمين إنسان ينال رضا الله تعالى، حيث في الأمانة بعدٌ عن صفة النفاق التي هي مغضبة للرب، وقد قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم في ذلك: (آية المنافق ثلاث: إذا حدث كذب وإذا وعد أخلف، وإذا اؤتمن خان)، وهو إنسان محبوب في مجتمعه يقصده الناس عند كل محنة، أمّا على صعيد المجتمع فالأمانة خلق ضروري لقيام مجتمع متماسك، متآخٍ يعمّه الخير والبركة، ويشعر فيه الأفراد بالأمن والسلام اللازمين لتطويره وبثّ الحياة فيه.
الخاتمة
على الإنسان أن يتحرّى الأخلاق الحسنة ويتمثّل بها، ففيها يجد صلاح النفس ونفع المجتمع، والأمانة أحد هذه الاخلاق التي تطال جميع جوانب الحياة، وعليه أن يتذكّر أنّ هذه الصفة صفة من صفات المؤمن، فلا يوجد مؤمن خائن لعهده، وأمانته مهما كان.
للمزيد من المواضيع: موضوع تعبير عن الغش، موضوع تعبير عن الصدق