المقدمة

أمي كم أهواها أشتاق لمرآها

وأقبل يمناها وأحن لألقاها

أمي هبة الرحمن..أمي هي نبع حنان

أمي طلق الريحان أتعطّر بشذاها


أسمع هذه الأنشودة تتردد على إحدى القنوات فينطق لسان حالي فيقول: إيه والله إن هذه المرأة التي هي سيدة النساء هي عرق ريحان شذي يعطّر المكان من حوله، بل ويعطيه سحراً لا تفسير له، فالأمهات مخلوقات وضع بها الإله سراً لا نعلم عنه شيئاً، إلّا أننا ندعو الله دوماً أن يستمر، فلا أوحش الله بيتاً بفقد شمعته المضيئة، وريحانته النضرة.


الاشتياق للأم

أحمد الله على نعمة قرب أمي فأنا أشعر بالشوق لها والله حتى في القرب، فكيف إن كان يفصلني عنها المكان! هذه المرأة العظيمة تدفعني لحبّها يوماً بعد يوم أكثر، فقلبي يخفق بحبها وشوقي لها وهي أمام ناظري تتفانى في تخفيف أعباء الحياة عن والدي، وبالاهتمام بشؤونه، وتلبية متطلباته ومتطلباتنا رغم تعبها، فتراها لا ترفض لأحدنا طلباً، ولا تبخل على أحد منا بشيء، ندخل البيت جميعاً فتنطق ألسنتنا بسؤال واحد دافعه الشوق إلى أمي "أين أمي؟"، فكيف لا نشتاق لها وهي من يجمعنا، ويقوّمنا، ويعتني بنا، ويربينا على مخافة الله، ومحبة بعضنا ومجتمعنا.


الشوق للأم شعور أليم لا أحسد من يشعر به، فكيف يفعل من يحتاج لأن يرمي رأسه المثقل بالهموم في حضن أمه فلا يجدها!، وكيف يشعر من يمرض بالحمى أو غيرها، ويقضي ليله دون وجودها إلى جانبه تصنع له الكمادات وتخفف عنه مرضه، وكيف يشبع من يأكل طعاماً خالياً من لمسة أمّه، ولمن يشكو من أصابته مشكلة لا يقوى على حلّها، ولمن يفضفض من ضاق صدره بأمر يأبى أن يبوح به لأحد! ولمن ينجح من لا يجد أمّاً تفرح به فرحة تفوق فرحتها بنفسها! ولمن يعود من يعاني في الخارج من الخذلان ليطبب جرحه! الأم هي عمود البيت، ومصدر الدعم لكل محتاج، هي من نعيش لأجلها، وهي من يجب علينا برّها، فالله تعالى كان يعلم قدرها حين أجرى الحديث الشريف على لسان نبيه صلى الله عليه وسلم، فقال حينما سأله أحدهم عن أي الناس أحق بحسن صحابته، فأجابه ثلاث مرات بأنّها (الأم) والأخيرة بأنّه (الأب)، إذ يعرف الله تعالى حجم الارتباط العاطفي والوجداني بين الأم وأبنائها، والذي يتفوق على أي ارتباط آخر.


الخاتمة

الأم نور يضيء عتمة الأماكن، وبلسم يطيب كل الجروح، ومستودع يتّسع لكل الأسرار، ووسادة دافئة تنام عليها نوماً هانئاً بسلام، الأم هي عمود البيت الذي عليه نتكئ، فإن حلّ بنا شوق إليها ضعفنا ووهننا، فمن دونها يبدو العالم خالياً، وإن ضجّ بالناس من حولنا، وفي بعدها يبدو كل شيء رمادياً لا لون ولا طعم له، فيا رب احفظ لنا أمهاتنا ولا تحرمنا إياهن، وارحم من فُقدن وارتحلنّ منهن إلى جوارك الكريم.



للمزيد من مواضيع التعبير: موضوع تعبير عن الأم، موضوع تعبير عن طاعة الوالدين