المقدمة
قيل قديماً "العلم نور والجهل ظلام"، فأنا لم أفهم هذه المقولة بدقة، وما هو الجهل أصلاً، وهل كل إنسان غير متعلم يعدّ إنساناص جهلاً، وعلى العكس هل كل إنسان متعلم يعدّ إنساناً مثقفاً؟
العلم نور والجهل ظلام
سألتُ أبي أثناء قراءته أحد الكتب: أبي ما المقصود بالجهل على وجه التحديد؟
فقال: الجهل يا بني عكس المعرفة، وهو انقياد الإنسان خلف أفكار ومعلومات دون أن يتأكد من مصدرها، وتصديقه للشائعات والأكاذيب دون أن يفكّر في صحّتها.
قلت: إذن هل هناك علاقة بين العلم والجهل يا أبي؟
قال: إنّ العلم يا بني نور يجب أن يقضي على الجهل وظلامه، لكننا نرى الآن الكثير من خريجي الجامعات وحاملي الشهادات الجاهلين، وذلك لأنّهم لم يستخدموا علمهم الذي تعلموه في حياتهم اليومية، وعلى العكس فقد تجد بعض الأشخاص الذين لم تسمح لهم ظروفهم بإتمام تعليمهم على درجة عالية من المعرفة والثقافة، مثل خالك فادي مثلاً الذي لم أرَ بثقافته وعلمه رغم عدم إتمامه دراسته.
قلت: معك حق يا أبي، وكيف نعرف الإنسان الجاهل؟
قال: للجهل علامات تظهر على الجاهل يا بني أولها تصديقه لكل ما يُقال له من معلومات قد تكون كاذبة دون التأكد منها، ومنها الإشاعات، والأكاذيب، وغيرها بل ويقوم هذا الإنسان بنشرها أيضاً، كما تجده يصدّق بالخرافات وأمور السحر والدجل ويسمح للمشعوذين بالاستهزاء به واستغلاله، والجاهل أيضاً لا يؤمن بأمور الطب والدواء فتراه يداوي نفسه بنفسه، أو يصبر على مرضه بحجة أنّه لا يؤمن بالأطباء والعلاج وهو بذلك يضر نفسه ولا ينفعها طبعاً.
قلت: معك حق يا والدي، وأظنّ أنّ الجهل آفة كبيرة قد تتسبب في موت الإنسان في بعض الأحيان، أو تصديقه لرفقة سوء من الممكن أن يجرّوه إلى تعاطي المواد المخدرة والممنوعات، أو إلى السرقة أو القتل أو غيرها، فالإنسان الجاهل كما فهمت منك يا أبي إنسان لا يستخدم عقله وتفكيره بقدر ما يصدق الآخرين ويتأثر بهم.
قال أبي: أحسنت يا بني، هذا بالضبط هو الإنسان الجاهل الذي أتمنى ألّا تكون عليه أبداً، فقد أمرنا الله تعالى بالتعلم والتفقّه لكي نفهم أمور ديننا ودنيانا، ونبتعد بأنفسنا عن الخطر.
الخاتمة
الجهل هو عدم استخدام ما وهبنا الله إياه من عقل وتفكير للتحقق من صحة الأمور، والتفكير في الأشياء من حولنا، وهو آفة علينا الابتعاد عنها وتجنبها.
للمزيد من المواضيع: تعبير عن العلم، تعبير عن طلب العلم